فازت السعودية ومصر والعراق وتونس بمقاعد في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة.
وأعيد انتخاب السعودية بتأييد 152 دولة عضو من بين إجمالي عدد الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة البالغ 193 دولة ، رغم تحذيرات منظمة هيومان رايتس ووتش من أن بقاء المملكة في المجلس ينذر بإضعاف قدرته على محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان.
وتتعرض المملكة لانتقادات حادة بسبب الحملة العسكرية التي تقودها في اليمن، وأدت إلى مقتل الألاف، حتى الآن، معظمهم مدنيون.
وفازت مصر، التي ينتقد سجلها الداخلي في مجال حقوق الإنسان، بمقعد في المجلس بتأييد 173 دولة. وهذه من بين أعلى نسب التأييد في الانتخابات التي أجريت لاختيار شاغلي 14 مقعدا في مجلس حقوق الإنسان للفترة بين عامي 2017 و2020.
واعتبرت الخارجية المصرية أن الفوز بالمقعد "يعكس المكانة الرفيعة والثقة المتزايدة الذي تحظي بها مصر على الصعيد الدولي، ودورها الرائد في تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وإفريقيا".
وقال أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية إن "انضمام مصر ( لمجلس حقوق الإنسان) يؤكد كذلك علي حجم التقدير والترحيب الدولي بسلامة المسار السياسي في مصر"
وأضاف أن بلاده "ماضية بخطوات ثابتة من أجل بناء دولة مدنية حديثة تعلي من قيم حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون بالرغم من الواقع الصعب الذي تعيشه المنطقة وما يفرضه من تحديات داخلية وإقليمية."
وكانت الولايات المتحدة عبرت عن "قلق عميق" على حقوق الإنسان في مصر .
ويراقب مجلس حقوق الإنسان، الذي أنشئ عام 2006 انتهاكات حقوق الإنسان في العالم.
وانتخب العراق وتونس لأول مرة عضوين في المجلس المؤلف من 47 دولة عضوا.
وخسرت روسيا مقعدها الذي تشغله بالمجلس منذ إنشائه. وحصلت على 112 صوتا فقط. وانتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة المجر وكرواتيا بتأييد 144 و114 صوتا على التوالي لتحلا محل روسيا ممثلتين لأوروبا الشرقية.
فترة راحة
ويقول المراسلون إن فقدان روسيا مقعدها نتيجة لدورها المؤيد لنظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا.
وكان أكثر من 80 منظمة حقوقية وإغاثية طالبت الدول الاعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتصويت ضد روسيا المتهمة بالمشاركة في حملات جوية تستهدف المدنيين في مناطق شرق حلب.
وتقول روسيا إنها تحارب في سوريا الجماعات الإرهابية. وتحذر من خطورة تنظيم الدولة الإسلامية التي تقول إنها تستهدف مواقعه في الأراضي السورية.
وتعليقا على خروج بلاده من مجلس حقوق الإنسان ، قال فيتالي تشوركين، المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة إن روسيا "في حاجة إلى فترة راحة".
وأضاف "لقد شغلنا المقعد لعدد من السنوات. وأنا واثق من أننا سوف نحصل عليه المرة القادمة".
وقال "لحسن حظ أكروانيا والمجر أنهما ، بسبب حجمهما ، لا تتعرضان لرياح الدبلوماسية الدولية. روسيا تتعرض لها بدرجة كبيرة."
وقالت هيومان رايتش ووتش إن خسارة روسيا مقعدها "إنذار" لها.
وقال جون فيشر، مدير فرع المنظمة في جنيف في تصريحات صحفية " نأمل مخلصين أن تكون الرسالة التي يستوعبونها من تصويت اليوم هي ضرورة أن يضمنوا أن مشاركتهم في سوريا تنسجم مع حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي."
وهذه ثاني مرة تفقد فيها دولة دائمة العضوية في مجلس حقوق الإنسان مقعدها.
وكانت أمريكا قد فقدت مقعدها عام 2001 في اللجنة الأممية لحقوق الإنسان، التي تحولت إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عام 2006.
ورغم انتقاد سجلها في مجال حقوق الإنسان، أعيد أيضا انتخاب الصين عضوا في المجلس بتأييد 180 صوتا.