في اطار اللقاءات الحوارية الفنية إلتقينا اليوم الفنان التونسي حمادي جرمانة في هذه الدردشة عن واقع الاغنية والفن التونسي وعلاقته بالاعلام وخصوصيات الساحة الفنية وقد اخترنا اللقاء مع هذا الفنان باعتباره يعدّ من خيرة الأسماء الفنية التي انجبتها تونس في مجال الفن الشعبي فهو صاحب مسيرة 25 سنة من العطاء والتميز في هذا المجال رغم التعتيم الاعلامي له ولغيره من الفنانين، فمن يقول حمادي جرمانة أو محمد عبد الكافي يقول “لاترجعني”، “ظلموا أماليك”، “برشا حسابات” وغيرها من الأغاني التي رسخت في ذاكرة المستمع التونسي.
انتج 21 اغنية و عدد 2 كوكتال شعبي، تعامل مع عدة شركات فنية على غرار نوفيكا كاسات، تونس كاسات، فوني… كما كان له تعامل مع عدة كوكتالات مشتركة جمعت ثلة من الأسماء على غرار وليد التونسي، ناجي بن نجمة، حمودة لسمر، لطفي الورغمي، لطفي جرمانة.
وقد عرف محدثنا بأداء أغنية المزود التي تحاكي الموروث التونسي الشعبي ومن اخر انتاجاته “حبيتها” كلمات مخلص مصباحي واداء وألحان حمادي جرمانة.
وحول جديده واسباب تغييبه في المهرجانات الصيفية بصفاقس وبكامل ولايات الجمهورية أكّد لنا محدثنا أنه بالفعل سجّل غيابا كبيرا بالوسط الاعلامي والأسباب عديدة وخاصة مع اغلاق الشركات الفنية ابوابها امام الفنان حيث اصبح الفنان التونسي ينفق من جيبه ومن دمه من اجل اخراج انتاجه للمستمع وللمتابع ومن الناحية الاعلامية فلديه قصة مطولة معهم لا يحبذ الحديث عنها واكتفى بالقول “ربي يهدي” وخاصة انه يرى ان الفنان الذي يريد ان يصعد لأي منبر اعلامي وخاصة على مستوى الشاشة يجب عليه ان يدفع “الكاشاي” في حين ان بعض الاذاعات والصحف تجدها ملحة على استضافته ويعتبر نفسه الى جانب ذلك مظلوما من وسائل الاعلام والمنابر الاعلامية بمنطقته بصفاقس رغم تعددها وتنوعها بالجهة.
وعن حضوره بالمهرجانات الصيفية والملتقيات الفنية أكّد أنه واحد من بين المتفرجين والمتابعين للمهرجانات كبقية غيرة من المواطنين،فمنذ دخوله عالم الفن وتجربته التي ناهز عمرها 25 سنة لم يصعد سوى في مهرجان الهبيرة سنة 2005 ومهرجان بوشمة بقابس سنة 2006 وبالنسبة لصفاقس فلم يعتلي أي مهرجان بها بمختلف معتمدياتها وخاصة مهرجان الشيحية الذي يعتبر ابن جهته ومن المروض كما قال ان يتم تكريم ابناء الجهة بمسقط رؤوسهم وتفسير هذعه الوضعية حسب رأيه واضح وظاهر للعيان فالمهرجانات ليست بيد الوزارة بل بيد هيئات المهرجانات ومسيريها فهم في رأيه الذين نصبوا انفسهم اولياء الله في اختيار الفنانين ومن سيكونوا وجهة المهرجانات،فالفنان التونسي حسب تصريحه أصبح يعيش من الفتات في حين أن الفنان الشرقي او الغربي الذي يحل ضيفا بمهرجاتنا التونسية يتمعش كما يشاء من اموال الشعب التونسي وهذه جريمة في حق الفنان التونسي ليعلن تحديه لمن يقول عكس قوله هذا ليؤكّد أنه بات يشعر أحيانا أنه فنان ثقيل الظل في عيون المسؤولين ومسيري المهرجانات وأنه سئم من تصرفات عدد معين من الاشخاص فقد تعب من الاتصالات ومن تقديم الملفات التي توضع في رأيه في سلة المهملات ويبقى شعاره الوحيد “الفنان الذي ينحني وتداس كرامته من اجل حفنة من المال لا يمكنه ان يكون فنانا".
وأضاف في حواره أنه اكتسب جمهوره العريض وهذا نجاحه الوحيد و قد حاول عدد كبير من الأشخاص عرقلة مسيرته ونجاحه ويقصد المسؤولين عن المهرجانات ولكن هذا لم يعد يهمه لطالما انه خيّر الفن الشعبي مهنة له وقوتا لعائلته مؤكّدا أنه سيواصل نضاله ولو من خلال السهر على انجاح مسيرته ولو بالانفاق عليها من دمه.
وعن آخر انتاجاته قال إنه أنتج أغنية “حبيتها” وذلك ضمن شركة الباردي ومقرها قابس وقد لقيت بعض الرواج بجهة الجنوب ليختتم حواره بالتأكيد أنه ليس من العيب أن يتم دعم الفنان التونسي ابن الجهة في المهرجانات وهو مع اعادة الاعتبار للفن الشعبي ولبقية الفنون ونصيبهم في المهرجانات داعيا وزارة الشؤون الثقافية للوقوف على حقائق الفنانين “المنسيين” داعيا الى عدم “تقزيم" الفنان التونسي..
حاوره: منصف كريمي
