استوقفتنا المجهودات الجبارة التي يبذلها القنصل العام التونسي نصر بن سلطانة بايطاليا، منذ تفشي فيروس كورونا في اقليم لامبارديا، الى حد الساعة، حيث قامت القنصلية العامة التونسية بميلانو بارساء خلية اعلام ومتابعة، وخلية احاطة ودعم تتركب من متطوعين ونشطاء من المجتمع المدني، وقدمت المساعدات الغذائية والمالية لمستحقيها من الجالية التونسية المتضررة من هذه الجائحة.
وكان القنصل العام دائما في الموعد في الصفوف الأولى سواء في التنسيق مع العائلات التونسية المتضررة ومساعدتها أو في اتخاذ التدابير اللازمة لاتمام مراسم دفن التونسيين المصابين بالكوفيد بالمقابر الاسلامية حيث كان حاضرا في كل مواكب الدفن.
وللتعرف على هذه الكفاءة التونسية العالية عن قرب قامت مجلة توانسة بتسليط الضوء على هذا الرجل... تعالوا معا لنكتشف من هو نصر بن سلطانة؟
الدكتور نصر بن سلطانة باشر عمله منذ سنة 1997 بوزارة الشؤون الخارجية برتبة مستشار للشؤون الخارجية ثم تحصل على رتبة وزير مفوض منذ اوت 2013 وباشر عددا من الخطط الوظيفية في الادارات العامة للعالم العربي واوروبا وعمل لفترتين في ألمانيا قبل تعيينه في ايطاليا.
تحصل سنة 2008 على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية بملاحظة مشرف جدا في اختصاص سياسات الأمن القومي. مختص اكاديميا في هذا المجال ودرسه من سنة 2011 إلى 2014 لفائدة اطارات سامية تونسية مدنية وأمنية وعسكرية. كما قدم محاضرات في مجال التخطيط التكتيكي والإستراتيجي وسياسة الأمن القومي الأمريكية وسياسة الدفاع والامن الفرنسية والامن الاقتصادي والمصلحة الوطنية والتموقع الجيوستراتيجي والأمن الاقتصادي وسياسة الشامل في تونس وحاضر في عدد من الدول العربية. وهو المؤسس والرئيس السابق للمركز التونسي لدراسات الأمن الشامل ورئيس الجمعية التونسية للدراسات الاستراتيجية وسياسات الأمن الشامل، ويمكن الاطلاع على تفاصيل سيرته الذاتية عن طريق موقع وزارة الشؤون الخارجية.
ننتقل الآن أعزائي القراء، الى التعرف على الدائرة القنصلية العامة بميلانو والتي تغطي الشمال الشرقي الإيطالي: أربع جهات وهي لمبارديا الفينيتو والفريولي فينيسيا جوليا وترنتينو ألتو آدجي. وهنا سنتحدث عن عدد أفراد الجالية التونسية حيث بلغت قرابة 69 ألف فردا وقد تم على إثر انتشار وباء كورونا بالدائرة القنصلية العامة إرساء خلية إعلام ومتابعة للإجابة على تساؤلات أفراد الجالية مع تخصيص رقم هاتف واتس آب يشتغل 24 ساعة على 24 كما تم تركيز 26 خلية إحاطة ودعم بـ 31 مدينة تغطي كامل الدائرة القنصلية العامة، تتركب من متطوعين ونشطاء مجتمع مدني من بين أفراد الجالية التونسية.
و قد بلغ عدد العائلات و الأفراد الذين تمت مساعدتهم من قبل خلايا الإحاطة والدعم بالتنسيق مع البعثة حوالي 300 منتفع أما بمواد غذائية او مبالغ مالية ويتواصل المد التضامني بمناسبة حلول شهر رمضان من خلال حملة قفة رمضان التي أطلقتها البعثة والتى تتظافر فيها جهود خلايا الاحاطة والدعم بالتنسيق مع القنصلية العامة لتوفير مساعدات غذائية ووصول شراء و أخرى مالية الى افراد الجالية المتضررين من الأزمة و كذلك الطلبة... اما الوضع الصحي للجالية التونسية هناك فقد بلغ عدد الوفيات منذ بداية إجراءات الحجر الصحي 15 حالة منهم 7 بعلاقة بفيروس الكورونا...
ومن هنا تؤكد ان وضع الجالية التونسية لا يختلف على الوضع الصحي العام بايطاليا حيث تأثرت بتبعات جائحة الكورونا منذ الإعلان عنها من قبل السلط الايطالية موفى شهر فيفري و قد اصيب بها عدد لا يمكن حصره لأسباب شخصية و نفسية و إجمالًا، فقد تعافى كل المصابين بهذا الفيروس ما عدى سبعة حالات كانت تعاني من أمراض مزمنة و قد توفيت بالمستشفيات الايطالية أين لاقت كل العناية الصحية المتوفرة لعموم المرضى. و تولت البعثة بالتنسيق مع عائلاتهم مراسم الدفن بالمقابر الإسلامية الموجودة بالدائرة القنصلية العامة في كنف احترام التعاليم الدينية المتعارف عليها مع بقية الوفيات العادية وعددها الإجمالي 13 وفاة تم دفنها وقد واكب القنصل العام نصر بن سلطانة كل مراسم دفن التونسيين في المقابر الاسلامية.
وهنا تثمن مجلة توانسة مجهودات هذا الرجل الكفء الذي استحق ان نسلط عليه الضوء لنشيد بمجهوداته التي تذكر فتشكر ...
