توفير شبكة مواصلات جيدة ومساحات خضراء يقلل من التوتر والقلق الناجمين عن ضوضاء البيئات الضيقة المزدحمة والخانقة.
توصلت دراسات علمية حديثة إلى أن المدن المكتظة تزيد فيها الإصابات بمرض الاكتئاب بمعدلات أعلى من المدن القليلة السكان.
ويعاني سكان المدن المزدحمة بالقلق حسب صحيفة "الغارديان" التي ذكرت أن القاهرة من أكثر مدن العالم إرهاقا وإجهادا، وذلك بسبب حركة المرور الكثيفة التي تستنزف طاقة السكان وتخنقهم نفسيا وجسديا.
وقال دانييل بوب العالم المختص في الضوضاء إن "القاهرة واحدة من أكثر المدن إزعاجا، بسبب طبيعة شوارعها الضيقة ذات المباني المرتفعة، ما يخلق بيئة مناسبة جدا لحدوث الضجيج"، بحسب موقع سكاي نيوز.
وأظهرت دراسة نشرت عام في مجلة "نيتشر" من خلال مسح دماغي للمخ أجري لعينة من السكان أن الأشخاص الذين يعيشون في الريف لا يصابون باكتئاب وقلق سكان المدن.
وكشفت نفس الدراسة أن الكثافة السكانية وصحة الإنسان ترتبطان ارتباطا قويا، فكلما زاد عدد سكان منطقة ما تعرض سكانها بشكل كبير للقلق والاكتئاب وساءت حالتهم النفسية.
ووجدت دراسة أعدتها "مايلز" في مدينة ميامي، التي تقع في الترتيب السابع من حيث المدن التي يعاني سكانها من الضغط وفق تصنيف لمجلة "تايم" أن الأشخاص الذين يقطنون الأماكن المكتظة مروريا يعانون من الاكتئاب.
وأظهر البحث أيضا أن المساحات الخضراء تقلل من التوتر، وتعطي شعورا بالراحة والاسترخاء كما تقلل من الإجهاد والتعب.
كما تعد مدينة مومباي الهندية من بين أكثر المدن إزعاجا بسبب الكثافة السكانية، حيث تتسع لكل ساكن 5 أمتار مربعة فقط.
وهناك مدن تهتم بالصحة النفسية لسكانها مثل بوغوتا عاصمة كولومبيا التي يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 8 ملايين، وتخلو من الضغوطات ولا تسبب التوتر لمواطنيها.
وتوصي الدراسة لجعل الحياة في المدن المكتظة أكثر راحة وأقل قلقا معالجة أسباب الضغط، وأهمها توفير شبكة مواصلات جيدة وإيجاد المساحات الخضراء التي توفر مكانا للاسترخاء بعيدا عن ضوضاء الأزمة المرورية واكتظاظ الشوارع، مما يدعم الصحة النفسية ويقلل من القلق والإجهاد.
