في واقعة مؤلمة هزّت الأوساط الطبية والاجتماعية في تونس، رفض والد رضيعته حديثة الولادة تسلم جثمانها من المستشفى الجهوي بمدنين، مبررًا ذلك بأن زوجته وضعت مولودًا ذكراً وليس أنثى. هذا الرفض، الذي جاء نتيجة لسوء فهم كبير، قد يعكس تعقيدات نفسية وعائلية تتجاوز مجرد تفاصيل الولادة.
مقالات ذات صلة:
فضيحة اتجار بالبشر في القصرين: 3 نساء في السجن بعد بيع رضيع!
تفكيك شبكة اتجار بالبشر في القصرين واسترجاع رضيع تم بيعه بمقابل مالي
الحكم بالسجن مدى الحياة على امرأة تركت ابنتها الرضيعة للموت بالجوع والعطش
تفاصيل الحادثة
في السابع من أكتوبر الجاري، وصلت سيدة إلى قسم الولادات بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بمدنين وهي تعاني من حالة صحية حرجة. تطلب الأمر إجراء عملية قيصرية عاجلة لإنقاذ حياة الجنين الذي وُلد بصعوبة في التنفس. وعلى الرغم من الجهود الطبية، توفيت الرضيعة بعد يومين من إيوائها في قسم الأطفال، مما أدى إلى استنفار والدها الذي كان يعتقد أن لديه مولودًا ذكرًا.
تحليل الجينات يفضح الحقيقة
ورغم أن الأم كانت قد وضعت أنثى، إلا أن الأب تمسك برأيه ورفض استلام الجثمان، مطالبًا بإجراء تحليل جيني للتأكد من جنس المولود. هذا التحليل أثبت في النهاية أن الطفلة تعود لأبويها، وليس لأبوين آخرين، مما يضع الأمور في نصابها الصحيح.
التوهامي بسيسة، الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بمدنين، أكد في مداخلة هاتفية أنه توجد جهود مستمرة لإقناع الأبوين باستلام جثمان الرضيعة، في انتظار ورود تقرير الطب الشرعي النهائي.
أبعاد نفسية واجتماعية
تعكس هذه الواقعة حالة من الضغط النفسي والعاطفي الذي يمكن أن يواجهه الأزواج أثناء وبعد فترة الحمل. وقد يساهم عدم الوعي الكامل بالإجراءات الطبية ومآلاتها في تفاقم هذه الأزمات. فالقدرة على استيعاب التغيرات الجسدية والنفسية خلال الولادة ليست سهلة، وقد تتطلب دعمًا نفسيًا وعائليًا مكثفًا.
يظهر هذا الحادث أهمية الوعي والتواصل بين الأطباء والمستفيدين من خدماتهم، خصوصًا في لحظات الحزن والضغط النفسي. إن التأكد من أن جميع الأطراف تفهم ما يحدث في هذه الظروف الحرجة يمكن أن يساعد في تجنب حالات سوء الفهم مثل هذه. نتمنى أن تُسهم هذه القضية في تعزيز الحوار حول أهمية الدعم النفسي للأسر في مثل هذه الأوقات الصعبة.