أذنت النيابة العمومية بفتح تحقيق إثر العثور على جثة الدكتور زكرياء بوقيرة داخل منزله بضاحية المرسى، وسط غموض يلفّ أسباب الوفاة. وقد تقرّر عرض الجثة على الطب الشرعي لتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة، في انتظار ما ستكشفه الأبحاث الأولية.
الفقيد هو طبيب تخدير وإنعاش وناشط اجتماعي، اشتهر بمواقفه الجريئة خلال جائحة كوفيد-19، حيث حذر مرارًا من انهيار المنظومة الصحية ودعا إلى فرض حجر صحي شامل. وقد أثارت تصريحاته، التي كانت غالبًا ما تبث عبر صفحته على فيسبوك، جدلًا واسعًا في الأوساط الطبية والإعلامية والسياسية.
مسيرة طبيب مثير للجدل
تخرّج بوقيرة من كلية الطب بتونس، وعمل في القطاع العمومي. خلال أزمة كورونا، عُرف بمداخلاته الإعلامية المتكرّرة ومتابعاته الدقيقة للأرقام والإحصائيات الصحية، ما جعله صوتًا حاضرًا في خضم أزمة صحية غير مسبوقة.
وقد سبق أن تعرّض للاعتقال في نوفمبر 2011 على خلفية توثيقه لحادثة عنف في مطار تونس قرطاج، وهو ما أثار آنذاك اهتمامًا إعلاميًا واسعًا وكرّسه كناشط حقوقي.
نشاط رقمي لافت
عرف الراحل بنشاطه المكثف على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث استعمل صفحته على فيسبوك كمنبر لعرض آرائه وانتقاداته للسياسات الصحية والقرارات الحكومية، مما أكسبه قاعدة جماهيرية كبيرة ودفعه إلى واجهة النقاش العام.
لا تزال أسباب وفاة الدكتور زكرياء بوقيرة مجهولة إلى حين صدور نتائج التشريح، وسط حالة من الصدمة والحزن بين متابعيه وزملائه في القطاع الصحي.