في خطوة جديدة وجريئة نحو تحصين المجتمع التونسي من آفة المخدرات، أطلقت وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن مبادرة وطنية شاملة للوقاية من مخاطر هذه الظاهرة المتفشية، مستهدفةً الأسرة كمحور رئيسي للتوعية والتعبئة.
المندوب العام لحماية الطفولة، منصف بن عبد الله، كشف خلال مداخلة إذاعية في برنامج "صباح الناس" يوم الإثنين 21 أفريل 2025، أن هذه المبادرة تندرج ضمن استراتيجية وطنية تم إرساؤها في إطار اللجنة الوطنية التشاركية للوقاية من المخدرات، التي تضمّ عدة وزارات تعمل بشكل منسّق ومتكامل.
ليست مجرد حملة عابرة
وأشار بن عبد الله إلى أن هذه المبادرة ليست حملة موسمية أو محدودة زمنياً، بل مشروع متواصل وديناميكي، ستتكفل كل وزارة بتنفيذ مجموعة من الأنشطة ضمن اختصاصها، بما يضمن استمرارية العمل الوقائي والتوعوي.
وقد بدأت الحملة فعلياً ببث ومضة تحسيسية قوية خلال شهر رمضان في أوقات الذروة، في محاولة للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المواطنين. وستتوسع الحملة لاحقاً لتشمل الفضاءات العامة والمهرجانات والملاعب والمساجد، في سعي إلى مواجهة الظاهرة حيثما وُجدت.
الأسرة أول جبهة دفاع
اللافت في هذه المبادرة هو تركيزها على دور الأسرة كوحدة أولى في مواجهة الإدمان، حيث تهدف إلى رفع وعي الأولياء وتمكينهم من أدوات التعامل مع المخاطر المحيطة بأبنائهم، عبر التكوين والإرشاد والدعم النفسي.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تزايدت فيه المخاوف من توسع رقعة تعاطي المخدرات في صفوف القُصّر والمراهقين، لا سيما في محيط المؤسسات التربوية والفضاءات الشبابية.
الرسالة واضحة: لا صمت بعد اليوم
من خلال هذه المبادرة، توجه الدولة رسالة واضحة بأن المعركة ضد المخدرات قد بدأت ولن تتوقف، وبأن الوقاية المجتمعية أصبحت اليوم أولوية وطنية، خاصة في ظل المعطيات المقلقة التي تكشف عنها التقارير الأمنية والصحية.