تحت اشراف وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية نظّمت مؤخرا جمعية سنا سفيطلة للتنمية الثقافية والاجتماعية والتي تشرف على رئاستها الشاعرة ضحى بوترعة فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي" تراثنا هويتنا" والذي تميّز هذه السنة ببرنامج ثقافي سياحي مستوحى من التراث التونسي والتراث العربي الذي يجسد أهمية الأصالة والهوية مع الوقوف على مجمل جوانب الفن والإبداع من موروثنا العربي وتوسيع مشاركة الشباب لا فقط لإحياء موروثهم الثقافي والحضاري بل لتأصيله لدى الناشئة و تطويره وتجديده وتقديمه في صورة جديدة متطورة رغم الظروف التي تمر بها هذه الجهة من تهميش اقتصادي وثقافي وتنموي.
وإذ خصصت هذه الدورة والتي تنتظم تحت شعار “أغنية وقصيدة لجبال بلادي” للمرحوم الإعلامي بوبكر القمودي وأمين المال السابق للجمعية المنظّمة فإنها شهدت تنظيم عدة فعاليات من بينها عدد من جلسات الحوار دور الثقافة في مواجهة الإرهاب وإرساء السلام خاصة لدى الشباب، وأمسيات شعرية وفنية شارك فيها ضيوف المهرجان وهم مجموعة من المبدعين ورجال السياسة من تونس ومن بلدان عربية شقيقة وهم السفير الفلسطيني بتونس والمبدعين والاعلاميين المصريين أحمد عاصم إبراهيم شعلان، محمد منير محمد طه، محمود السيد خالد محمد،نفرتيتي احمد، الدكتور زين العابدين أحمد محمد ابراهيم، محمد رفعت توفيق محمد المستشار ونقيب المحامين ورئيس منتدى الآفاق، دعاء نمر وهي شاعرة غنائية معتمدة فى الاذاعة والتلفزيون المصري ورئيسة مجلس ادارة أكاديمية بلقيس للابداع والفنون وتنمية المهارات ومسؤولة شعبة الشعر لدى مديرية الشباب والرياضة وعضوة شعبة المبدعين العرب ومؤسسة صالون روح الشعر الثقافى ومن الجزائر يستضيف المهرجان كل من واسيني الأعرج وهو روائي وصحفي بجريدة الجمهورية بالجزائر و يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين والإعلامي عبدالرزاق جلولي والدكتور محمد بوعزارة والشاعر والقاص والمستشار القانوني وعضو الامانة العامة لاتحاد الكتاب الجزائريين منير المزليني والفنان الفلسطيني هايل دياب والشاعر والاعلامي الكويتي عبدالله اسماعيل الفيلكاوي والشعراء والاعلاميين العراقيين حبيب السامر ، فلاح الشابندر ، قيس أحمد محمد،زياد القراني، علاء الأديب و أحمد محجوب الجبوري ومن البحرين الشاعر عبد الحميد القايد والاعلامية الليبية غادة البشاري والناقد والشاعر اليمني الدكتور أحمد فلاحي والشاعر والمستشار الاعلامي والثقافي للمجلس الأعلى وزارة الثقافة والشباب بموريطانيا جاكيتي الشيخ سك والمغاربة الفنان التشكيلي ومدير مركز جسور الدولي يوسف الخرشوفي والشاعرة والاعلامية نادية زوين والصحافية ياسمين الحاج والاعلاميين والشعراء التونسيين وليد الفرشيشي ،عادل الجريدي ،عفاف السمعلي ،سميرة الشمتوري ، سوار عمايدية، بشرى بن فاطمة، نبيهة باردي، سالم شعباني ، روضة الفارسي كما عرف المهرجان تبادلا ثقافيا متنوعا بين ممثلي البلدان المشاركة أسفر عن إمضاء العديد من اتفاقيات التعاون في ميدان التنمية الثقافية ليتمكّن المهرجان من خلال مختلف فقراته محكمة التنظيم من جمع شمل المثقفين العرب حول ثقافة الحياة ضد ثقافة الموت والاسهام في تقديم صورة ناصعة لتونس الجديدة تونس الأمن والأمل من خلال مشهدية احتفالية راقت وأعجبت الضيوف العرب الذين عاشوا على ايقاع مختلف الفنون الخصوصية لولاية القصرين في مجالات الغناء والرقص الفلكلوري والشعر في أحلى تجلياته الحداثية والشعبية كما إطّلعوا وهم يتوغلون جبال سبيطلة خاصة وولاية القصرين عامة نحو مدارسها الريفية والحدودية على أهم ما تتميز به الجهة في بعدها التاريخي والحضاري وما تحتويه من مخزون ثقافي تجلّت تفاصيله في اللباس والغناء والفنون الحرفية والآثار الشامخة وهكذا خرج ضيوف المهرجان من مفهوم النخبة الى عمق الريف والحياة اليومية البسيطة للمواطن التونسي بالمشاركة والاستمتاع بما راهن على تقديمه المهرجان من طبق متنوع نسج تفاصيل مشهد تونسي مزركش جميل سيظلّ منقوشا في ذاكرة الضيوف الأجانب وأهالي المدينة محققا بذلك رسالة مهمة اشتغلت عليها الجمعية المنظمة وهي لفت أنظار كل الغيورين لمزيد الاهتمام بالموروثات الانسانية والحضارية حتى لا يقع الابتعاد أكثر عن ثقافتنا الأصلية ليتطلّع فريق عمل هذا المهرجان بقيادة الشاعرة ضحى بوترعة وانطلاقا من هذه الدورة نحو الأفضل ونحو مهرجان عالمي يكون بوابة للنهوض بهذا الوطن العزيز.