في خطوة تحمل بصمة ابتكار تونسي، أعلن المهندس عبد الصمد الكريبي عن مشروعه الطموح لإنتاج ورق صديق للبيئة باستخدام بقايا الرخام والفسفاط وفواضل البناء. رغم أهمية الفكرة، التي تسعى إلى تثمين الموارد المحلية وحماية البيئة، فإنها قوبلت بموجة من السخرية والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي.
مقالات ذات صلة:
ثروة من الفسفاط: اختراع تونسي صديق للبيئة يحصد إشادة رئاسية
اختراع جديد: تقنية لشحن البطاريات في 5 دقائق فقط
محكمة أمريكية تأمر بوقف بيع ساعات آبل الذكية في نزاع براءات الاختراع مع شركة ماسيمو
السخرية تُقابل الإبداع: استنكار واسع
واجه إعلان الكريبي انتقادات حادة، حيث اعتبر البعض أن المشروع يفتقر إلى دراسات علمية منشورة في مجلات معتمدة، مشككين في جدية الفكرة. ومع ذلك، استنكر عديد من المتابعين موجة السخرية التي طالت الاختراع، مؤكدين أن هذه النظرة السلبية تُحبط الابتكار وتعيق المبادرات الوطنية التي تحتاجها تونس بشدة في هذا الظرف الاقتصادي الصعب.
أحد الناشطين علّق قائلاً:
"بدل السخرية، لماذا لا ندعم شبابنا؟ الابتكار يحتاج إلى تشجيع وتطوير، لا إلى إحباط وهدم الأفكار!"
الاختراع في سياق عالمي
وأشار آخرون إلى أن فكرة إنتاج الورق من كربونات الكالسيوم أو "الورق الحجري" ليست جديدة، بل هي تقنية مطبقة عالميًا، معتبرين أن الكريبي استلهم مشروعه من تجارب ناجحة، مما يدل على وعيه بالتوجهات العالمية.
ورغم ذلك، أشار البعض إلى أن هذا لا يُقلل من قيمة المشروع، بل يعكس قدرة المهندس التونسي على توطين هذه التقنية وتكييفها لتلائم البيئة المحلية، وهو ما يُعدّ نجاحًا في حد ذاته.
"مشروع يخدم البيئة": رؤية واعدة
في تصريح صحفي، دافع عبد الصمد الكريبي عن مشروعه قائلًا:
"مشروعي يهدف إلى تثمين الموارد المستنزفة مثل فواضل الرخام والفسفاط، وهو مشروع صديق للبيئة يخدم تونس ويُعزز الاقتصاد المحلي."
وأوضح أن المشروع سيساهم في خلق الثروة واستغلال الفواضل التي تُهدر دون جدوى، مشيرًا إلى أن الورق المنتج يمكن استخدامه في عدة مجالات مثل الكراسات المدرسية والتعليب، بالإضافة إلى قابليته للتحول إلى سماد طبيعي.
بين النقد والدعم: دعوة للتشجيع
في الوقت الذي يحتاج فيه الاقتصاد التونسي إلى مشاريع مبتكرة، تبدو السخرية التي طالت هذا الاختراع غير منصفة. فبدلاً من تثبيط الهمم، ينبغي أن تتحول الانتقادات إلى دعم ومساندة، عبر توفير الإمكانيات اللازمة لتطوير المشروع وإثبات جدارته.
المبادرات المماثلة تعكس الروح الإبداعية للشباب التونسي، والتي تحتاج إلى بيئة تحتضنها لا أن تُحبطها. فهل يكون اختراع الكريبي بداية لتوجه جديد نحو الابتكار البيئي في تونس؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة.