أعلن روني الطرابلسي وزير السياحة والصناعات التقليدية خلال ترؤسه للدورة الإستثنائية للمجلس الجهوي للسياحة بالكاف بحضور والي الجهة منور الورتاني وعدد من المسؤولين من الوزارة والمديرة العامة للديوان الوطني التونسي للسياحة والمدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية وفي إطار زيارة العمل التي أداها اليوم 27 مارس الجاري إلى الجهة عن اقرار ولاية الكاف قطبا للسياحة الثقافية والتراث حيث أكّد ان هذه الجهة يجب أن تصبح وجهة مميزة للسياحة البديلة اعتبارا لثراء مخزونها من المعالم الأثرية والطبيعية والثقافية وبما يساهم في خلق حركية سياحية ترتكز على تنمية هذا النوع من السياحة بمختلف عناصره ومن منطلق اعتماد خطط الوزارة التي يشرف على تسييرها على تنمية سياحة الجوار من خلال استقطاب السائح الجزائري في ظل زيارة مليون جزائري تونس العام الماضي وعبر تثمين المخزون التراثي والثقافي للجهة والترويج له في ظل قدرة ولاية الكاف على الانتفاع بعبور هؤلاء السياح الجزائريين عبرها من أجل ترويج منتوجاتها من الصناعات التقليدية وخدماتها الثقافية مشددا على حرص مصالح وزارته وبالتنسيق مع المجلس الجهوي لولاية الكاف على تفعيل هذا القرار وبما يثمّن المخزون التراثي والثقافي للجهة والترويج لمنتوجاتها من الصناعات التقليدية على غرار تثمين مادة الخشب وتقطير الزيوت النباتية الطبيعية و إنتاج الصوف معتبرا أن تطوير قطاع السياحة البديلة وكذلك الصناعات التقليدية بولاية الكاف من شأنه ان ينمي الحركة الإقتصادية ويساهم في توفير العديد مواطن الشغل بالجهة كما دعا بالمناسبة السلط الجهوية والمحلية ومنظمي الحفلات إلى تنظيم تظاهرات ثقافية كبرى خاصة في فترة الشتاء في حجم القطب السياحي مع تأكيده ضرورة العمل على دعم هذه المهرجانات لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار والترويج للجهة.
ويشار الى أنه على هامش هذه الزيارة أدّى الوزير ومرافقيه من السلط والاطارات الجهوية وهياكل وزارته جولة تفقد للمنشآت والمعالم الأثرية والوحدات السياحية بالجهة و مائدة يوغرطة بقاعة سنان والمتحف المنجمي والجيولوجي بالجريصة و مصنع لمنوجات تقليدية و مقر جمعية الحرفيات بتاجروين و مشروع انجاز وحدة للتنشيط السياحي بدار الكاهية ليعد بترميم عدة معالم أثرية أهمها بومخلوف والقصبة والبازيليك والمسجد ومعبد الغريبة والكنيسة بمدينة الكاف كرموز تاريخية عن تعايش الأديان وتلاقح الحضارات وبما يجعل من الجهة قطبا سياحيا ثقافيا وتراثيا خصوصا.
واختتم الوزير زيارته بالاعلان عن ترميم الجامع والمعبد اليهودي والكنيسة المسيحية بالكاف خلال هذه السنة لإضافة هذه المعالم المتجاورة للمسلك السياحي بالجهة كما دعا السلط الجهوية وهياكل المجتمع المدني الى الانطلاق في تنظيم تظاهرات ثقافية هامة في حجم القطب السياحي وتعهد بالعمل على دعم هذه المهرجانات التي من شأنها المساهمة في تنويع المشهد السياحي بالجهة.
يذكر ان وزارة الشؤون الثقافية اشتغلت منذ سنة 2011 على محاولة بعث وتجسيم مسلك ثقافي سياحي بالكاف يعتمد على مخزونها التراثي ولئن لم تكن الخطة مدروسة بالكيفية المطلوبة رغم المجهودات المبذولة ورصد اعتمادات من قبل كل من وزارتي الشؤون الثقافية والسياحة والصناعات التقليدية فإنه تم بمقتضاها ترميم معلم القصبة وغيرها من معالم مدينة الكاف وبذل المعهد الوطني للتراث آنذاك جهدا كبيرا لاستغلال الاعتمادات الاستغلال الأمثل إلاّ انه ثبت أنه من أكبر العوائق لاستقطاب السياح للجهة هو غياب بنية تحتية للنزل والاقامات ونقص الخدمات السياحية التي باتت تحتاج اليوم إصلاحا جديا وخارطة عمل واضحة.
منصف كريمي
