كثيرة هي المبادرات التي ابتدعتها نساء عربيات للنهوض بواقع الطفولة والمرأة العربية، وشاركن بفضلها في برنامج الملكة الذي يرعاه كل من الدكتور مصطفى سلامة رئيس اتحاد المنتجين العرب، ورحاب زين الدين سفيرة المرأة العربية والذي تبثه 55 قناة تلفزية عربية من بينها قناة "التاسعة" و 16 إذاعة عربية من بينها إذاعة "جوهرة آف آم" حيث تتمثل فلسفة البرنامج في تشجيع المرأة العربية على المبادرة والتأثير والمشاركة في الحياة المدنية من خلال مبادرات ومشاريع تستهدف فئات هشة وخاصة النساء والأطفال إذ تمر المشاركات فيه بعدة مراحل وتصفيات يعرضن من خلالها المشاركات مبادراتهن على أسرة البرنامج والجمهور ومن خلال تصفيات متتالية تتوج فيها صاحبة المبادرة الفائزة بلقب الملكة ليتبنى البرنامج تمويل مشروعها ويساهم في نشره في كامل الوطن العربي ويتم تمتيع المتوّجة بلقب "سفيرة الطفولة" أو"سفيرة المرأة العربية" وبالتالي تمكينها من جواز سفر ديبلوماسي تخدم من خلاله قضايا الطفولة والمرأة في كل الدول العربية.
وفي هذا السياق نسجّل هذه الايام و باهتمام بالغ مبادرة السيدة لبنى السلامي التي اطلقتها تحت شعار ” زرع البسمات للأطفال ” والتي نالت بفضلها تأشيرة دخول القصر الملكي رفقة 61 صاحبة مبادرة وذلك من ضمن 12500 مشاركة من بينهن 160 امرأة تونسية ، ويعتبر بلوغ المبادرة وصاحبتها هذه المرحلة تتويجا في حد ذاته يفتح أبوابا وآفاقا يكبر معها الحلم والطموح لبلوغ مرحلة العرش الملكي وذلك ضمن 30 مبادرة ووصولا للتويج النهائي من ضمن 15 مبادرة لتفوز في نهايتها 3 مشاريع بألقاب الملكة ووصيفتيها.
والسيدة لبنى السلامي علاوة على مشاركتها في برنامج الملكة بمبادرة زرع البسمات للأطفال ناشطة في المجتمع المدني إذ هي رئيسة فرع سبيطلة للهلال الأحمر ورئيسة جمعية جرجير للسياحة والتراث بسبيطلة ورئيسة فرع جمعية ” اكتشف بلادك ” بسبيطلة وقائدة فوج الكشافة بسبيطلة ورئيسة فرع سبيطلة لمجابهة الكوارث وعضو في الهيئة المركزية للهلال الأحمر مكلفة بالدعم النفسي ومدربة في الإسعافات الأولية ( على المستوى الوطني ) ومدربة في الإنعاش الدولي ( على المستوى الدولي ) وتشتغل موظفة بوزارة شؤون الشباب والرياضة مكلفة بالتنشيط الصحي بدار الشباب بسبيطلة.
وقد صرحت السيدة لبنى السلامي لـ"توانسة " مؤكدة ان مبادرتها تهدف لزرع البسمات للأطفال من عدة فئات تحتاج المرافقة والإحاطة والرعاية وعلى رأسهم الأطفال ضحايا الإرهاب ممن فقدوا اهاليهم أثناء الحرب على الإرهاب من أبناء الأمنيين والعسكريين والمدنيين او من الذين يقطنون المناطق الجبلية المتاخمة للمناطق العسكرية المغلقة والأطفال ضحايا التهميش الثقافي وخاصة منهم القاطنين بمناطق ريفية لا تتوفر بها أبسط وسائل الترفيه والنوادي ومنهم من يكلف بمسؤولية رعي الأغنام منذ نعومة أظافره والأطفال ضحايا العنف الأسري والاغتصاب والتحرش الجنسي والأطفال ضحايا الاتجار بالبشر و الذين يتم استغلالهم في التسول او تشغيلهم لحساب الكبار.
و تشتغل هذه المبادرة على معالجة ظاهرة انتحار الأطفال ومعالجة ظاهرة الانقطاع المبكر على الدراسة بسبب الظروف الاجتماعية والإحاطة النفسية بأبناء السجينات.
ومن أهم الأنشطة المنجزة في نطاق مبادرة زرع البسمات للأطفال تنظيم قوافل تنشيطية موجهة للأطفال المستهدفين وتنظيم قوافل صحية متنوعة الاختصاصات تضم ضمن طواقمها اخصائيين نفسانيين وتنظيم حملات إنصات وحوار وتدريب لأمهات الأطفال المستهدفين بالمبادرة لتدريبهن ومساعدتهن على الإحاطة النفسية والتنشئة السليمة لأبنائهن وتنظيم ورشات تدريبية بمساهمة اليونسيف حول كيفية مرافقة الأطفال ضحايا الاغتصاب والتحرش الجنسي.
وعموما فان هذه المبادرة هي مبادرة طموحة تستهدف فئات تستحق العناية والرعاية والمرافقة بما يساهم في زراعة البسمة على وجوه بريئة افتقدت معاني الفرحة والسعادة وانقاذ طفولتنا من التهميش والتخفيف من معاناتهم وتسليط الضوء عليهم وايجاد كل السبل لادماجهم في حضيرة المجتمع عبر توزّع برنامج هذه المبادرة على 24 ولاية تونسية.
منصف كريمي