في انتصار قضائي كبير لضحايا التعذيب، أصدرت هيئة محلفين فدرالية في الولايات المتحدة حكمًا بإلزام شركة CACI Premier Technology، المتعاقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية، بدفع 42 مليون دولار تعويضًا لثلاثة عراقيين تعرّضوا لانتهاكات وتعذيب في سجن أبو غريب، الذي يعد رمزًا لانتهاكات حقوق الإنسان خلال الاحتلال الأمريكي للعراق.
مقالات ذات صلة:
خلال الدورة 56 لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة: ثلاث شهادات مؤثرة عن الاحتجاز والتعذيب في قطر
فضيحة تعذيب في ميلانو: هل تواجه إيطاليا أزمة في نظامها القضائي؟
الحكم منح 14 مليون دولار لكل من سهيل الشمري، مدير مدرسة، وأسعد الزوبعي، مزارع، وصلاح العجيلي، صحفي، بعد أن أثبتت المحكمة تورط موظفي الشركة في توجيه الجنود الأمريكيين للإساءة للسجناء وإساءة معاملتهم. هذا التعذيب المنهجي في أبو غريب، الذي شمل تعرية وضرب وإهانة المعتقلين، أثار موجة من الغضب العالمي بعد تسريبات صادمة عام 2004.
وفي تعليق قوي على الحكم، صرح العجيلي بأن هذا القرار "يوم كبير للعدالة"، مؤكدًا أن هذا الانتصار رسالة إلى كل الشركات المتورطة في التعذيب بأنها ستواجه عواقب أفعالها. من جهتها، أكدت كاثرين غالاغر، المحامية في مركز الحقوق الدستورية، أن الحكم يسلط الضوء على "دور CACI في أحد أحلك جوانب تاريخنا".
ورغم أن الحكم يشكل خطوة مهمة في مسار العدالة، يرى مراقبون أن قضية أبو غريب ليست سوى بداية طويلة لمحاسبة المتورطين من المقاولين والشركات، مؤكدين أن العدالة تتطلب الاعتراف الكامل بمسؤولية هؤلاء عن الانتهاكات التي مست الإنسانية في صميمها.