أكد وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست" أن سوريا منفتحة على السماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها الجوية والبحرية على سواحلها، بشرط أن تساهم هذه الاتفاقات في خدمة مصالح البلاد وتحقيق المكاسب الوطنية. وأضاف أن موقف روسيا تجاه الحكومة السورية قد تحسن بشكل ملحوظ منذ سقوط بشار الأسد، مشيرًا إلى أن دمشق تدرس بجدية المطالب الروسية.
مقالات ذات صلة:
تحطم طائرة ومروحية عسكرية في واشنطن: التحقيقات تكشف تفاصيل جديدة
تصعيد جديد: الصين تحتج على الدعم العسكري الأمريكي لتايوان
أيام قرطاج السينمائية تُضيء الثكنات العسكرية: انفتاح ثقافي جديد يعزز القيم الإنسانية
وأوضح أبو قصرة في حديثه أن السياسة لا تعرف الأعداء الدائمين، مؤكداً أن العلاقات مع موسكو، التي كانت الحليف الأقوى للأسد، قد شهدت تحولات مهمة. وفيما يتعلق بالقواعد العسكرية الروسية في سوريا، قال الوزير السوري: "إذا حصلنا على مكاسب لصالح سوريا من ذلك، فنعم"، في إشارة إلى القاعدتين العسكريتين الروسية في طرطوس وحميميم.
مفاوضات حساسة مع القوى الكبرى
أضاف الوزير السوري أن دمشق تجري مفاوضات حساسة مع كل من الولايات المتحدة وتركيا حول وضع قواعدهما العسكرية في سوريا، في وقت تمر فيه البلاد بمرحلة حرجة من إعادة رسم العلاقات الدولية. وأوضح أن سوريا تدرس اتفاقيات دفاعية مع عدة دول، وأن المفاوضات مع أنقرة قد تتضمن إعادة توزيع القوات التركية على الأراضي السورية.
وفيما يتعلق بالوجود العسكري الأمريكي في شمال شرقي سوريا، أكد أبو قصرة أن هذه المسألة لا تزال قيد التفاوض. وأضاف أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد تكون مفتاحًا للتوصل إلى اتفاقيات جديدة بين دمشق وواشنطن.
تساؤلات حول مصير بشار الأسد
وعن مسألة محاسبة بشار الأسد، قال أبو قصرة إن هذه القضية طُرحت خلال الاجتماع مع المسؤولين الروس، لكنه رفض تأكيد ما إذا كان الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع قد طلب من الروس تسليم بشار الأسد خلال لقائه بهم الشهر الماضي. كما أشار إلى أن احتمالات استعادة العلاقات مع روسيا تعتمد على تحقيق مصالح سوريا أولاً، وهو ما قد يتطلب وقتًا قبل الوصول إلى اتفاق ملموس.
الآفاق المستقبلية للمفاوضات العسكرية
تسعى دمشق إلى إعادة ضبط تحالفاتها وتفاوضاتها العسكرية، في خطوة قد تسهم في تغيير موازين القوى في المنطقة. ولكن ما إذا كانت ستنجح في تحقيق أهدافها الاستراتيجية عبر هذه التحولات لا يزال أمرًا مشروطًا بالتطورات القادمة ونتائج المفاوضات المستمرة مع القوى الكبرى.