إعادة بناء اليمن الذي مزقته الحرب تكلف 15 مليار دولار، وراح ضحيته أكثر من 6600 شخص نصفهم من المدنيين
أعلن وزير الادارة المحلية اليمني عبد الرقيب سيف، أن إعادة بناء اليمن الذي مزقته الحرب قد تكلف 15 مليار دولار (13,5 مليار يورو)، مشيرا بذلك إلى رقم حدده البنك الدولي. وقال سيف على هامش ورشة عمل حول إعادة الاعمار بعد انتهاء النزاع في اليمن، إن "البنك الدولي أعطى رقما تقديريا هو 15 مليار دولار".
ومنذ نهاية تموز/يوليو، استعاد النزاع المستمر منذ قرابة 17 شهرا بين قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، حماوته الميدانية المعهودة بعد اشهر من الهدوء النسبي الذي ترافق مع مشاورات سلام في الكويت رعتها الامم المتحدة.
وقتل 71 شخصا على الأقل وأصيب زهاء مئة في تفجير انتحاري استهدف الاثنين مركزا للتجنيد تابع للجيش اليمني في عدن، تبناه تنظيم الدولة الاسلامية، هو الأكثر دموية في المدينة منذ استعادتها القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية قبل عام. وخلال الأشهر الماضية، شهدت المدينة التي أعلنها الرئيس عبد ربه منصور هادي عاصمة موقتة إثر سيطرة الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح على صنعاء في أيلول/سبتمبر 2014، هجمات تبنى معظمها تنظيما القاعدة والدولة الإسلامية.
وشهدت عدن تفجيرات ووضعا مضطربا منذ استعادة القوات الحكومية السيطرة عليها وعلى أربع محافظات جنوبية أخرى في صيف 2015. واستهدفت الهجمات بمعظمها رموز السلطة كقوات الأمن ومسؤولين، اضافة إلى المجندين الراغبين في الانضمام إلى القوات الحكومية. وتبنى تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية عددا من هذه الهجمات.
الأسلحة الثقيلة إلى طرف ثالث؟
وبدأ التحالف عملياته نهاية آذار/مارس 2015 دعما لهادي ضد المتمردين. وفي وقت سابق هذه السنة، بدأ التحالف الذي يضم معظم الدول الخليجية، باستهداف الجهاديين، ما مكن القوات الحكومية من استعادة مناطق كانوا يسيطرون عليها في محافظتي حضرموت وأبين. وشكل الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح هذا المجلس مطلع آب/اغسطس بهدف ادارة شؤون البلاد، في خطوة لقيت انتقاد الحكومة اليمنية والأطراف الدبلوماسية المعنية بالنزاع اليمني.
وعقد كيري الخميس في جدة اجتماعا خماسيا مع نظيره السعودي والاماراتي، ومسؤول حكومي بريطاني، والموفد الدولي إلى اليمن. واقترح وزير الخارجية الأميركي في ختام الاجتماع مقاربة جديدة للحل تستند إلى "مسارين أمنى وسياسي يتقدمان بالتوازي لتوفير تسوية شاملة"، بما يشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية وانسحاب المتمردين من مناطق سيطرتهم خصوصا صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى طرف ثالث.
ومنذ بدء عمليات التحالف، تشهد المناطق الحدودية في جنوب السعودية سقوط صواريخ وقذائف مصدرها اليمن. كما تدور أحيانا اشتباكات بين المتمردين وحرس الحدود السعودي. وتصاعدت حدة المناوشات الحدودية منذ تعليق مشاورات السلام هذا الشهر. كما ازدادت عمليات القصف الجوي التي ينفذها التحالف، والتي تلقى انتقادات دولية في ظل تزايد أعداد الضحايا المدنيين.
وأدى النزاع الى مقتل أكثر من 6600 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين منذ آذار/مارس 2015، بحسب الأمم المتحدة. كما بات نحو 80 بالمئة من السكان في حاجة الى مساعدات انسانية. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن طائرة تحمل مساعدات طبية منها 130 ألف حقنة "انسولين"، هبطت في مطار صنعاء، مشيرة إلى أن التقديرات تفيد بمعاناة 900 ألف يمني من السكري.
بمساهمة: ا.ف.ب