في معضمية الشام: هدد الجيش السوري ببدء حملة عسكرية ضخمة اذا ما رفضت المدينة شروط الاستسلام
يبدو أن حي الوعر في حمص ومدينة معضمية الشام الواقعة في الغوطة الغربية للعاصمة دمشق، المحاصرين من قبل قوات الجيش العربي السوري والقوات المتحالفة معه، يسيران في خطى مدينة داريا التي وبعد تعرضها لحصار خانق طوال عامين ونيف قررت رفع العلم الأبيض، فانسحب المسلحون والمدنيين الذين كانوا لا يزالون فيها منها باتفاق مع قوات النظام السوري وتم نقلهم الى مدينة ادلب في شمال سوريا.
ففي 26 آب/ أغسطس الجاري، أفادت وكالة "سانا" الرسمية السورية بإطلاق عملية إخراج الأهالي من المدينة، بعد توصل طرفي الصراع إلى اتفاق بهذا الشأن.
وسبق أن أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بهذه العملية، واصفا إياها بـ"مثال طيب ستستفيد منه مناطق محاصرة أخرى في سوريا"، مؤكدا أن هناك رغبة مناطق سورية أخرى بإجراء عملية مماثلة برعاية روسية.
ووفقا لمصادر سورية في معضمية الشام، بعد انتهاء الاجتماعات بين وفد عن المدينة وضباط من الجيش العربي السوري، هدد الجيش السوري ببدء حملة عسكرية ضخمة اذا ما رفضت المدينة شروط الاستسلام التي وضعها الجيش السوري. وبحسب هذه المصادر فإن "اجتماع الثلاثاء هو الأخير، لحين الإبلاغ بالموافقة أو الرفض".
وبموجب القرار الروسي السوري المشترك سيتم الاعلان عن المعضمية منطقة حرب بعد اخراج النساء والأطفال منها، بهدف حسم المعركة على هذه المدينة التي كانت من أولى المدن التي انتفضت ضد النظام السوري في العام 2011. وتقع غرب مدينة داريا وشرق مطار المزة العسكري.
وفي حي الوعر - آخر معاقل المعارضة المسلحة في مدينة حمص، تم التوصل الى اتفاق حول تمديد الهدنة بين النظام السوري والمعارضة إلى 48 ساعة.
ووفقا لتقارير قدم الوفد المفاوض عن النظام لمسلحي حي الوعر، اقتراحا يفضي الى "خروج مقاتلي المعارضة من الحي إلى الشمال السوري على دفعات، مقابل دخول الطعام والكهرباء إلى الحي". ووفقا للمصادر يقضي الاتفاق أيضا بخروج مقاتلين من المعارضة المسلحة مقابل إطلاق سراح بعض المعتقلين لدى جهاز أمن الدولة السوري.
وهددت المعارضة الإسلامية المسلحة في الحي باستهداف ثكنات النظام العسكرية والأحياء الموالية. وقالت في بيان لها حمل عنوان "الدم الدم.. الهدم الهدم": إن "النظام يعمل للضغط على اهالي حي الوعر ضمن خطته الممنهجة في التغيير الديمغرافي ظنا منه أنه سيركعهم ويجبرهم على الهجرة من أرضهم. لن يتحقق ذلك، سنقصف تجمعاتك وثكناتك، ولن نترك الأحياء الموالية وقراك المجرمة ترقد بأمان بينما أهلنا تحت القصف والحصار".
وحمل البيان توقيع فصائل "حركة أحرار الشام"، "فتح الشام"، "البيعة لله"، "أجناد حمص"، "فيلق حمص"، "جند بدر"، "جيش التوحيد"، "لواء رجال الله"، "حركة تحرير وطن"، و"أنصار التوحيد".
هذا ونجحت المعارضة المسلحة في سوريا بالسيطرة على مدينة صوران في ريف حماة الشمالي، بعدما أطلقت عدة عمليات ضد قوات النظام في جبهة حماة. إذ أطلق ما يعرف باسم جيش العزة هجوما أسموه "في سبيل الله نمضي"، وجيش النصر أطلق هجوم "حمم الغضب نصرة لحلب"، فيما اطلق جند الأقصى "غزوة الشهيد مروان حديد".