أقرّ تنظيم "داعش" بالهزائم الأخيرة التي مني بها في سوريا والعراق وليبيا، قائلا إنها من "ابتلاء الله للمؤمنين".
التنظيم في إصدار بعنوان "وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا"، قال إن "للباطل صولة وجولة، وللحق غلبة ودولة"، في إشارة إلى أن الصولة الأخيرة كانت لمصلحة خصومهم.
ونقل التنظيم في إصداره الذي تحدث فيه اثنان من عناصره، العديد من الآيات، والأحاديث، وأقوال السلف وأهل العلم التي تحث على الصبر على الابتلاء، وتذكر محاسن الابتلاء مثل تمييز الصفوف من المنافقين.
وفي رسالته إلى جنوده، وسائر المسلمين القابعين في مناطق سيطرته، نقل التنظيم قولا لـ"ابن القيم"، جاء فيه: "يا مخنَّثَ العزم أين أنت، والطريقُ طريق تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورُمي في النار الخليل، وأُضجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسف بثمن بخس، ولبث في السجن بضع سنين، ونُشر بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحيى، وقاسى الضرَّ أيوب، وزاد على المقدار بكاءُ داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم، تزهو أنت باللهو واللعب".
كما قال أحد عناصر التنظيم لزملائه بعد تلقيهم خسائر كبيرة في جرابلس بسوريا، وغيرها: "قال صلى الله عليه وسلم (عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ. وَإِنَّ اللَّهَ، إِذَا أَحَبَّ قَوْما ابْتَلاَهُمْ. فَمَنْ رَضِيَ، فَلَهُ الرِّضَا. وَمَنْ سَخِطَ، فَلَهُ السُّخْطُ".
وتابع: "يا أيها المسلمون اصبروا على قضاء الله وقدره وكونوا شاكرين له، وارضوا على ما كتبه عليكم من ابتلاء في دينكم وأموالكم وأولادكم".
وأردف قائلا: "الله يريد أن يرى منكم صبركم وثباتكم، ومن جزع وأساء الظن بالله عليه من الله سخط، فالابتلاء يتمايز به الصادقون من الكاذبين".
وشبّه تنظيم "داعش" نفسه بعهد الرسول عليه السلام وصحابته رضي الله عنهم، قائلا: "اليوم يعيد التاريخ نفسه بمعركة الأحزاب بالتفاصيل نفسها مع اختلاف الفصائل والشخصيات، فالصفوف تتمايز يوما بعد يوم كما تمايزت الصفوف يوم الخندق".
وأشار إلى أن الصف الأول هم "المؤمنون الصادقون الذين ما زادهم الابتلاء إلا يقينا وثباتا، فيما الصف الثاني المنافقون الذين آثروا الهروب بحجة الخوف على أعراض المسلمين، وأن بيوتهم باتت مكشوفة للعدو".
وشبه التنظيم وعوده المتكررة بفتح روما وجزيرة العرب، بوعد رسول الله للصحابي سراقة بن مالك بلبس سواري كسرى، التي شكّك بها المنافقون.
وفي نهاية الإصدار، كرّر تنظيم "داعش" على جنوده ضرورة الصبر، داعيا إياهم للتيقن بقرب تطبيق حديث "تغزون جزيرة العرب، فيفتحها الله. ثم فارس، فيفتحها الله. ثم تغزون الروم، فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال، فيفتحه الله".