طبرقة: توانسة- تحدث الصديق محمد الجوابلي عن موائد الإفطار في شهر رمضان قائلا:" إنها الأخلاق التي تخلق بها المسلم وهي خلق القرآن وهي أيضا خلق سيدا لأنام.من منا لم يسمع بالقرى(بكسر القاف)هذا سلوك ضارب في القدم تحلى به العربي واتصف به وأصبح مضربا للأمثال."
المهم هنا يضيف الأستاذ:" أن هذه العادة غابت في مدينتنا لسنوات قليلة إنها مبادرة دأب عليها أصحاب الخير طيلة سنوات وأطرها أصحاب السلطة وانتفع بها العديدون من الفقراء والمساكين والمحتاجين وعابري السبيل.إنها الحسنة بعشر أمثالها. تكفكف بها دموع الجوعى و يرحم بها عزيز قوم ذل".
في هذه الأيام تناهى إلى العلم أن أخا كريما في الإسلام أعاد الروح إلى مثل هذا الصنيع الخير(بتشديد الياء) ونظم مائدة إفطار لمن سبق ذكرهم وسخر محلا لذلك والمنعش والذي ينوه به كذلك أن نساء الحي و رجالاته هم الذين يقوم بإحضار المائدة وتقديم الإفطار. شكرا جزيلا لمن ساهم في هذا العمل الإنساني.
هؤلاء هم سكان حي الفنون بطرقة هم كما يكنونهم بسكان حي العمارات بطبرقة. الحي الذي حظي في الأسبوع الماضي بتظاهرة *افرز نفاياتك تحمي بلادك* نرجو أن يكون حيا مثاليا بيئيا وكرما. *ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه***لايذهب العرف بين الله والناس*
و في لقاء سريع مع الأخ محسن الرزايقي صاحب مقهى و مطعم سياحي أفادني و أنه و كالعادة فتح مطعمه خلال شهر رمضان المعظم لإستقبال المعوزين والفقراء وعابري السبيل من الأشقاء الجزائريين ليقدم لهم وجبة الإفطار التي أعدها عملته تطوعا و بمساعدات عينية من أهل البر والإحسان و ذلك تجاوبا مع السلطة المحلية متمثلة في معتمد المنطقة. فإليهم جميعا يقول محدثي تحية إكبار على دعمهم و مساندتهم التلقائية حتى لا يحرم أحد و حتى لا يشعر بالجوع في هذا الشهر العظيم، شهر البركة والتسامح والغفران. و قد تراوح عدد المنتفعين بين 15 و 30 نفرا إلى حد هذه الأيام و من المحتمل أن يتصاعد عدد الوافدين على مائدة الإفطار في قادم الأيام.
هذه هي القيم النبيلة والسمحة التي نادى بها إسلامننا و ديننا الحنيف، قيم المحبة و مساعدة الغير والتعاطف والتراحم. فشكرا للجميع و رمضان مبروك و كل عام و أنتم بخير.