يبدو أننا ما زلنا أمام غيض من فيضِ ما شهدناه يجرى اليوم في تركيا، في ظل انكشاف، بل انفضاح، الصراع بين حليفي الأمس: حزب العدالة والتنمية ورمزه الأبرز رجب طيب أردوغان، وحركة الخدمة بزعامة فتح الله غولن من جهة أخرى، لندرك اليوم أن تركيا كانت تعيش، وقد باتت تعاني الأمرّين، أمام نموذجين لاستبداد شرقي – إسلاموي لا يوفر مطمحاً ولا غنيمة إلا ويريدها لنفسه، وقيمة مضافة لسلطته، لا سيما وقد باتت طموحات السلطة أحادية، رغم الانتخابات في حال أردوغان وسلطته الفردية المطلقة، ورغم تلال الأموال لدى غولن وسلطته الموازية، التي هدفت إلى تكريس سلطة فردية مطلقة، بدعم من طموحاته السلطوية الشمولية، وممن يقف وراءه من قوى أجنبية.