تتواصل الاستعدادات حثيثة بجندوبة لاعداد برنامج مشروع ثقافي بعنوان "جندوبة: مدينة الحضارات والفنون" من المنتظر تنظيمه باشراف من وزارة الشؤون الثقافية أيام 29 ،30 سبتمبر و1 أكتوبر القادم بالفضاءات العامة المفتوحة وبالمعالم الاثرية بمختلف معتمديات ولاية جندوبة.
وانعقدت مؤخرا عدد من الجلسات التحضيرية لهذا المشروع منها جلسة جمعت عددا من أعضاء اللجنة الوطنية المشرفة على المشروع وهم السيد خالد عازق من ادارة الشؤون الجهوية بوزارة الشؤون الثقافية والفنانين عز الدين الباجي وعبد الرحمان العيادي بالسيد أكرم السبري والي جندوبة.
كما انتظمت جلسات تحضيرية على مستوى المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة قدّم خلالها مديرو المؤسسات الثقافية من دور ثقافة ومكتبات عمومية وممثلو المجتمع المدني تصوّراتهم لبرنامج هذا المشروع الذي سيكون خلاله آهالي الجهة على موعد مع مساحات مفتوحة للمبادرات الفنية الخاصة وبصفة تلقائية في المسرح الاثري ببلاريجيا والحصن الجنوي بطبرقة ومسرح البازليك بطبرقة وساحاتي الشهداء ببوسالم وغار الدماء وساحة الفنون بجندوبة المدينة والمنتزهين العائلين بفرنانة ووادي مليز كما ستكون لهم سهرات فنية وموعد مع ورشات للبراعات والرسم على مختلف المحافل ومعارض مفتوحة وسهرات للمواهب ولمختلف هواة الفن والابداع.
هذا المشروع يندرج في اطار البرنامج الوطني "تونس مدن الحضارات" الذي يهدف إلى تثمين التراث الوطني بمختلف اشكاله وتوظيفه لمزيد تنويع المنتوج السياحي ودفع حركة التنمية في الجهات من خلال تنظيم شبكة المتاحف الوطنية والجهوية في إطار مسلك متكامل للسياحة الثقافية والعمل على إبرام 50 عقد لاستغلال المعالم والفضاءات الثقافية والتراثية، ومن المنتظر أن تبلغ التكلفة الجملية لهذا البرنامج حوالي 2 مليون دينار منها مليون دينار للتأهيل و تهيئة المسالك الثقافية التراثية (مواقع أثرية ، معالم تاريخية ، متاحف) ومليون دينار لتأمين تنفيذ البرامج الفنية بعنوان تأثيث برنامج «تونس مدن الحضارات"ومن شأن هذه البادرة الثقافية الوطنية أن تعمل على إدراج التراث في صميم المخططات والبرامج التنموية بمختلف أبعادها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية عبر اعتماد مقاربة لامركزية في مجال تثمين التراث و إعطاء الجهات دورا أكثر فاعلية في إبراز مخزونها الثقافي بشتى أصنافه من حيث المواقع والمعالم و المتاحف و المعارف و المهارات والآداب وأصناف الفنون المتوارثة و إحداث أقطاب إقليمية للتراث تواصلا مع خصوصيات الجهات والهياكل الجهوية ومكونات المجتمع المدني و إتاحة مجال أكبر للمبادرة في التصور والتنفيذ ودفع الشراكة مع القطاع الخاص لتنمية السياحة الثقافية كما ان هذا المشروع يهدف إلى تثمين التراث الوطني في بعديه المادي واللامادي بوصفه رصيدا متنوعا متعددا يمكن اعتماده منطلقا للتجديد و الإبتكار والمغامرة في أبعادها الإبداعية والتنموية ويقوم على تنظيم شبكة المتاحف الوطنية و الجهوية في إطار مسلك متكامل للسياحة الثقافية و تطوير المنتوج في مجال السياحة الثقافية و تكثيف استغلال المواقع الأثرية المفتوحة.
منصف كريمي