سلط موقع "ميدل إيست آي" البريطاني الضوء على مشاريع الاستيطان التوسعية للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، مستشهدا بقرية يطلق عليها "خان الأحمر" التي يقطنها العشرات من البدو.
وتحدث الصحفي الكاتب بيتر أوبورن، في مقال له بالموقع عن أن "خان الأحمر يعيش فيه 173 إنسانا، جلهم من الرعاة البدو الذين استوطنوا هذه البقعة منذ أزمان سحيقة. إلا أن الدولة الإسرائيلية عازمة على إزالة هذه القرية لإتاحة المجال أمام مستوطنة كفار أدوميم المجاورة لتتوسع".
خان الأحمر، الضفة الغربية المحتلة- ثلاثون دقيقة بالكاد هي المدة التي يستغرقها الانتقال بالسيارة من القدس إلى التجمع البدوي في خان الأحمر، على الطريق الرئيسي المؤدي إلى أريحا في الضفة الغربية.
ولكن لا يوجد منعطف للخروج من الطريق الرئيسي، الأمر الذي يلجئنا إلى توقيف السيارة على جانب الطريق والقفز من فوق الحواجز المعدنية وقطع الطريق إلى الجانب الآخر في مواجهة السيارات القادمة بسرعة، ثم تسلق التل المرتفع وصولا إلى القرية.
يعيش في خان الأحمر 173 إنسانا، جلهم من الرعاة البدو الذين استوطنوا هذه البقعة منذ أزمان سحيقة. إلا أن الدولة الإسرائيلية عازمة على إزالة هذه القرية لإتاحة المجال أمام مستوطنة كفار أدوميم المجاورة لتتوسع.
قبل ثلاثة أسابيع، وبعد معارك قانونية استمرت لعدة سنين، حصلت الحكومة على الضوء الأخضر من المحكمة العليا لإعادة توطين البدو، حيث حكم القاضي بأن بإمكان الدولة المضي قدماً في الهدم لأن البدو لا يملكون رخصاً للبناء. إلا أن ذلك ضلال وبهتان، فالبدو لا يملكون وسيلة للحصول على رخص للبناء.
لم يعد أمام البدو سوى انتظار وصول الجرافات والجيش الإسرائيلي لحملهم على الرحيل من أرضهم.
ولقد تم تحديد موطن جديد لهم بجوار مكب نفايات في القدس الشرقية. لا يوجد في هذا الموقع داخل المدينة، والذي لم تكلف الدولة نفسها استشارتهم في أمر اختياره، حيز يتيح لهم رعي أغنامهم، كما لا تتاح لهم فيه فرص عمل أخرى. ويقول البدو إن الموطن الجديد المقترح تنبعث منه الروائح الكريهة، وهو ملوث بالمواد السمية ولا يصلح إطلاقا لأن يعيش فيها البشر.
يرافقني في جولتي مرشد من منظمة حقوقية إسرائيلية اسمها بيتسيلم. وعندما وصلنا القرية استقبلنا إبراهيم الجهالين. كانت ابنته البالغة من العمر أحد عشر عاماً تلعب بالجوار. سألته عما سيفعله عندما تصل الجرافات.
قال لي: "ولماذا يتوجب علي أن أترك هذا المكان وأرحل إلى أي مكان آخر؟ لقد ولدت هنا، وهم الذين جاءوا من بعد. لن نغادر، مهما حصل. سوف نبقى هنا".