الصفحة 2 من 3
الحرب كانت بين اليهود والإسلام فقط
اليهود كانوا قوماً حاضرين، وبنو إسرائيل كانوا قوماً غابرين. ولم يتحدث القرآن عن يهود يثرب باعتبارهم بني إسرائيل. ويمكن لي أن أقول إنه في مواضع نادرة جداً في القرآن، يتشوش الفصل بين اليهود وبني إسرائيل مثل هذه الآيات: «إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون. وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين. إن ربك ليقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم» (النمل 76-78). ولأن الآيات تتحدث عن أن القرآن يقصّ على بني إسرائيل ويفصل في خلافاتهم، فقد افترض المفسرون أنها تتحدث عن اليهود والنصارى معاً. أي أن بني إسرائيل هم النصارى واليهود. لكن لدي شكوك بخصوص الآية الأولى. إذ كيف يستطيع القرآن أن يقص القرآن على قوم غبروا؟ بذا فمن المحتمل أن الآية في الأصل تقول: «يقص عن بني إسرائيل» لا «يقص على بني إسرائيل». وحسب هذا الفرض، فالآيات تخبرنا أنه حين يجري خلاف بين اليهود والنصارى حول بني إسرائيل، فإن القرآن هو الذي يقدم القصص الصحيحة عنهم.