الصفحة 2 من 4
دور بارز تاريخيا
قامت الزوايا والمقامات الدينية بدور بارز تاريخيا تجلى بوضوح في المساهمة في جهود إخراج المستعمر من تونس وكذلك التصدي للأفكار التي هددت بنسف القيم الوسطية في البلاد بعد ثورة الرابع عشر من يناير ما جعلها تمثل مؤسسة التدين المنفتح في البلاد.
ومكنها ذلك من ترسيخ صورة ناصعة عن نفسها بعيدا عن التجاذبات السياسية التي ما انفكت تتصدر واجهة الأحداث خاصة بعد الثورة التي أعقبتها حالة من الانفتاح سواء على مستوى الحريات أو غيرها.
وقال الباحث السياسي باسل الترجمان إن “تأثير الزوايا والمقامات الدينية يبقى قويا للغاية، إنها تعود للمئات من السنين وهو لا يقتصر على المدن الداخلية بل حتى في العاصمة التي توجد بها 6 أو 7 أضرحة لأولياء صالحين كبار”.
وتابع الترجمان “الطرق الصوفية كان لها دور تاريخي بارز، هنا الحديث مثلا عن الحفاظ على الهوية الإسلامية المتسامحة، ساهمت في التصدي للاحتلال أو الغزو، كما كان لها دور في التصدي للفكر المتطرف الذي اعتبر الصوفيين أحد ألد أعدائه وكفرهم”.
وبالفعل، تعرضت العديد من المقامات والزوايا الدينية بعد الثورة إلى الحرق على يد متشددين ما خلق سجالات كانت بالأمس محظورة حول دور هذه الهيئات بين من يؤمن بها ومن يعتبرها شركا بالله.
ولا توجد إحصاءات رسمية حول عمليات الحرق التي تعرضت لها هذه المقامات والزوايا، لكن رئيس اتحاد الصوفية المغاربي محمد عمران يقول إن “ما لا يقل عن 73 زاوية دينية تعرضت للحرق من قبل متشددين”.
وأضاف عمران أن “السلفيين حاولوا بعد 2011 محو كل ما يتعلق بهويتنا بالاعتداء على المقامات والزوايا، لكننا خضنا معهم مواجهة لدحر هذا الفكر المتطرف الذي يتبناه هؤلاء”.
وبالرغم من أن أغلب حالات الاعتداء التي تعرضت لها المقامات والزوايا الدينية حدثت إبان حكمها في سياق الترويكا (2011 – 2013)، إلا أن حركة النهضة الإسلامية التي قادت الائتلاف الحاكم آنذاك حاولت النأي بنفسها عن الجدل الذي دار بشأن المسؤول عن هذه الاعتداءات.
وبالنسبة إلى العديد من الحركات الإسلامية في تونس فإن المقامات الدينية تعتبر شركا بالله بالرغم من ترفّع حركة النهضة عن الدخول في مثل هذه النقاشات للعديد من الاعتبارات يبقى أبرزها متصلا بالأضرار التي قد تلحق بها شعبيا جراء ذلك، خاصة أن خصومها حاولوا دائما استثمار هذه الزوايا على غرار الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.