الصفحة 4 من 4
مُحاولات للإنقاذ
حتم التراجع الذي تعرفه الطرق الصوفية في تونس على الفاعلين فيها القيام بمحاولات إنقاذ لهذه الهيئات الدينية، حيث أعلن الخبير في مجمع الفقه الإسلامي بجدة صلاح الدين المستاوي عن إنشاء منتدى للطريقة الشاذلية.
وقال المستاوي إن “المنتدى يهدف إلى التعريف بالموروث الروحي للمقام والمغارة الشاذلية بتونس التي شهدت المرحلة الوسطى من مسيرة الإمام أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه التي رسم خارطتها المولى عبدالسلام بن مشيش فهو من أمره بأن يقصد أفريقية (تونس) وأن يسكن قرية تسمى شاذلة (المرناقية) ومنها سيحمل اسم الشاذلي ثم تكون نهاية المطاف في مصر”.
وأكد أن “المرحلة التونسية من حياة الإمام الشاذلي هي الأطول حيث امتدت لأكثر من عشرين سنة وفي تونس تبلورت ملامح الشاذلية بكل تجلياتها ومجالاتها ويحتل المقام والمغارة الشاذلية المركز، فقد ظلا على امتداد القرون التي تلت رحيل الإمام الشاذلي مركز إشعاع روحي مؤثر في مختلف فئات المجتمع في تونس ليس العامة ولكن النخبة من علماء الزيتونة وولاة الأمور وكذلك بقية الفئات، فقد وجد الجميع الضالة وهي السكينة والطمأنينة والتزود بخير زاد كل ذلك في تلازم بين الشريعة والحقيقة وهي التزكية الروحية”.
وشدد المستاوي على أن “العمل المتواصل في المغارة والمقام الشاذلي كان ولا يزال يشد اهتمام مختلف فئات المجتمع التونسي من الشيوخ والكهول والشباب والنساء يأتي الجميع في مشهد ملفت للاهتمام وفي تكاثر وازدياد وفي تنوع عجيب”.
وأردف أن “منتدى الشاذلية ليس هيئة وإنما واسطة تجمع جهود الشاذلية بمختلف فئاتهم للتعريف بالموروث الشاذلي في تونس وتعميم الإفادة به على أوسع نطاق بكل ما في المستطاع ومن خلال مختلف الوسائط الإلكترونية”.
ويعتقد المستاوي أن “الطرق الصوفية لها دور كبير يمكنها أن تقوم به في ميدان التزكية الروحية التي تشتد الحاجة إليها من طرف الجميع وقد طورت وجددت بعض الطرق الصوفية وبعض الزوايا في وسائلها مع الحفاظ على الأصل وهو التزكية الروحية، واستطاعت أن تجتذب إلى صفوفها فئات عديدة ظلت بعيدة وشبه منسية؛ فئة الشباب والمرأة والنخبة التي توصف من طرف بعض التيارات بأنها متغربة جذبتها هذه الطرق والزوايا ببرامجها المتنوعة وندواتها وملتقياتها”.
واستنتج أن “هذه الطرق والزوايا نجحت في تحصين الشباب المنتمي إليها والذي يرتاد أنشطتها من الوقوع في الانحرافات عن الدين القويم سواء في مهاوي الرذيلة والتحلل أو في متاهات التعصب والتطرف والإرهاب، ذلك ما يشهد به الواقع المشاهد ولم ينتم رواد الطرق والزوايا إلى جماعات العنف وممارسي الإرهاب والقتل باسم الدين الذي هو بريء كل البراءة من ذلك”.
صغير الحيدري
صحافي تونسي