أشارت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" إلى أن بعض النقاط التي ناقشها الرئيس بوتين ونظيره أردوغان لم يُكشف عن تفاصيلها، ولكن هل ستغير مسار النزاع؟
جاء في مقال الصحيفة:
خلافا للموضوعات الاقتصادية التي بدأ الجانبان باستئنافها، ناقش الرئيسان الروسي والتركي خلال لقائهما يوم 9 أغسطس/آب الجاري خلف الأبواب المغلقة المسألة السورية. ويتفق الخبراء على أن اختراقا في هذا المجال لن يحدث. ولكن بإمكان تركيا أن تعقِّد بجدية موقف المتطرفين في سوريا.
يقول مدير معهد الدراسات السياسية والاجتماعية لمنطقة البحرين الأسود وقزوين فيكتور ناديين-رايفسكي: "يستمر أردوغان في رفض بشار الأسد ويصر على رحيله. ولكن القيادة التركية حاليا مضطرة إلى المناورة بين دعم المعارضين للأسد، وتأكيدها محاربتها للإرهاب والمجموعات الارهابية وخاصة "داعش". لذلك فإن "داعش" غاضب على تركيا بسبب انخفاض حجم تجارة النفط والصعوبات التي بدأت تواجه المسلحين في تركيا. وعموما، فإن الدور الرئيس في انخفاض تجارة النفط يعود إلى طائرات القوة الجو-فضائية الروسية، التي دمرت أكثر من ألفي صهريج لنقل النفط من مجموع حوالي 12 ألفا تستخدم في تهريب النفط.
وأضاف، أعتقد أن الأتراك لن يتخلوا عن دعم بعض المجموعات العرقية القريبة منهم مثل التركمان، ولكنهم في المقابل على استعداد لغلق الحدود لتعقيد وضع "داعش".
ولكن هل تتخلى روسيا عن دعم الأكراد في سوريا؟
يجيب مدير معهد الشرق الأوسط يفغيني ساتانوفسكي على هذا السؤال ويقول: لدى روسيا في سوريا مقارنة بتركيا أوراق رابحة كثيرة. لذلك لن تتخلى روسيا عن مواقعها، فقد "تبين أن الهجمات الجوية الفائقة الدقة أداة فعالة للتأثير في الأوضاع إضافة إلى إعادة الحياة إلى الجيش السوري. فبعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، تم في إطار عمليات "التنظيف" الجارية، استدعاء ضباط الجيش التركي الذين كانوا يعملون في مقار مختلف المجموعات المسلحة المعارضة في سوريا، وإلا لكانوا ضمن المحاصرين في حلب، مثل ضباط المملكة السعودية.
الحلول الوسطية ممكنة: أردوغان يتخلى عن "جبهة النصرة" وعن شركائه التجاريين في "داعش" ويغلق الحدود، مقابل ضمان أمن التركمان المعارضين لبشار الأسد ومنحهم مناصب في الحكومة السورية المقبلة والسلطات المحلية".