تحت شعار #الرخ_لا، تشهد تطاوين منذ أكثر من شهر موجة إحتجاجات و إعتصامات مطالبة بالتنمية و التشغيل نظرا لسياسية التهميش التى عرفتها المنطقة منذ الاستقلال رغم ما تزخر به الولاية من ثروات طبيعية من غاز و نفط و رخام و ملح..
مع تجاهل الحكومة للمطالب الاساسية للمحتجين و إقتراحها لقرارات وقتية لا تحل ازمة التنمية تم التصعيد في طرق الإحتجاج الذي إنتقل من وسط الولاية إلى منطقة الكامور و غلق الطرق أمام شاحنات شركات النهب للثروات.
قد يعتقد المتابع لهذه الاحتجاجات ان شباب تطاوين يكرس الجهوية و يضرب الوحدة الوطنية و راجت بقوة هذه الافكار في مختلف وسائل الاعلام لكن في الحقيقة ثورة تطاوين اثارت قضية وطنية دفاعا عن سيادة الوطن و حفاظا على ثرواته من النهب.
الإحتجاج متواصل منذ اكثر من شهر بشكل سلمي و غابت تماما كل مظاهر العنف و هو ما يحسب لهذا الشباب الذي برهن على مدى وعيه و غيرته على وطنه.
إحتجاج إعتبره الكثيرون مصحح للتاريخ بإثارته ملف الثروات الطبيعية.فالمستعمر الفرنسي قبل بإعطاء تونس إستقلالها سنة 1956 و توقيع وثيقة إستقلال مذلة ضمنت كل الثروات للمستعمر و حرمان الشعب منها . اليوم الملح يباع فرنسا و النفط تنتجه الشركات الاجنبية من ارضنا و تشتريه الدولة باسعار عالمية وهو ما يترجم حجم النهب و السرقة و التهميش.
لا يجب لأحد أن يستغرب مشهد الزحف الى منطقة الكامور.فنفس المشهد تكرر حين جاءت الشاحنات لنقل الفلاقة المحررين الى بنزرت للمشاركة في معركة الجلاء سنة 1962 .نفس القضية تتكرر فقط تختلف بعض التفاصيل، اليوم أبناء تطاوين و ابناء ولاياات اخري يشاركون في معركة تحرير ثروات تونس و كيف ايدي شركات المستعمر عن النهب و لن يتراجعوا إلا بحدوث ذلك معركة احرجت الحكومة و المستعمر بعدم رضوخ المحتجين للمطالب المؤقتة التى اتى بها رئيس الحكومة عند زيارته للولاية.إنها معركة ثابتة لتصحيح التاريخ الذي زورته نخبة بخسة عملت منذ سنين على إخفاء امر الثروات.
هذه القضية ستحرر تونس فعليا و عوضا عن تشويه اصحاب القضية و نعتهم بالإرهابيين و تخوينهم بباطل التهم كان الاجدى مساندتهم و دعهمهم لمنع شركات النهب و مطالبة شركة الانشطة البترولية بالتصريح بكمية الإنتاج و الارباح و مراجعة العقود مع الشركات. فشتان بين من يدافع عن قضية وطنية و بين من ينعق في ابواق الفتنة و التفرقة.
ستتواصل هذه المعركة إلى حين تحرير كل الثروات و التمتع بثمارها، فتحرير الثروات الطبيعية يعني تنمية شاملة و عادلة.