أعلن الفنان التونسي صلاح مصباح أنه سيخضع الى عملية جراحية دقيقة يمكن أن تودي بحياته.
وقبل العملية ترك صلاح مصباح رسالة مؤثرة تداولها عدد كبير من الفنانين والإعلاميين باعتبارها كشفت عمّا في قلبه من أوجاع وقهر من العنصرية وعدم الاعتراف بفنه طيلة مسيرته الفنية.
كما طالب مصباح بحرق جميع أعماله ودفنه خارج أرض تونس.
وفيما يلي نص الرسالة أو الوصيّة:
"أصدقائي الأعزاء, محبيني و كل من أحببت.
أنا على أهبة لإجراء عملية جراحية, ربما نلتقي بعدها, و ربما لا نلتقي, فتلك مشيئة الواحد القهار و لا اعتراض عليها.
إسمحوا قرائي الأفاضل, أن يخاطبكم صلاح مصباح الفنان, لأن الإنسان, لا تعرفه إلا قلة قليلة ممن عاشروه بعمق.
إن قدر الله وفاتي, سيتولى بلد إسلامي نقل جثماني و دفني بعيدا عن هذه الأرض التي أحببت, و التي اليها أخلصت و من أجلها سهرت الليالي, علني أنحت اسمها بين في سجل المبدعين العرب, و كان ذلك فخري لا غير.
غير أن الرياح جرت بما لم تشتهيه سفينتي طوال مسيرتي و لما لا, حياتي.
طلبت العلي القدير في صلواتي و في أدعيتي كي لا أدفن في بلدي, من شر ما لاقيته فيه و الله وحده يعلم, كم عانيت في صمت, و أن ما بحت به أحيانا, ما هو الا قطرة من محيط.
أردت أن يكون مثواي الأخير بعيدا عن أهلي و أحبابي و خلاني, حتى لا أظلم و أنا عاجز حتى عن البوح بما أحس به من وجع.
اللهم فاشهد.... فقد حاولت بكل ما أهداني العلي القدير من طاقة و من احساس, أن أبلغ, لكن مشيئة أعدائي كانت أقوى مني.
حاولت مرارا و تكرارا, أن أهديكم أحلى ما عندي, سواء كان عن طريق الأجهزة الثقافة أو الإعلامية, لكن قوى العنصرية و الحقد كانت أقوى مني بكثييييير.
ستعدم كل أعمالي بعدي, حرقا و بطلب مني, و سيبقى عمل وحيد أردته أن يكون آخر هدية مني لكل من أحب و أخلص لهذه الأرض الطيبة.
أما اذا سارت الأمور بعكس هذا, فسيكون للحديث بقية بمشيئة الله و عونه.
سلامي عليكم و رحمة الله و بركاته."