اختر لغتك

نعمة: أسطورة تونسية خالدة بين اللحن والصوت.. قصة فنانة أشعلت المسرح وصنعت التاريخ

نعمة: أسطورة تونسية خالدة بين اللحن والصوت.. قصة فنانة أشعلت المسرح وصنعت التاريخ

في مثل هذا اليوم، 18 أكتوبر 2020، فارقتنا واحدة من أعظم أيقونات الفن التونسي، المطربة نعمة. وُلدت حليمة بن الشيخ، التي عرفناها باسم نعمة، في 27 فبراير 1934 بقرية أزمور من معتمدية قليبية بولاية نابل، وامتدت مسيرتها الفنية لأكثر من ستة عقود، جمعت فيها بين العذوبة والبساطة، وبين الألحان العاطفية والوطنية، لتصبح بحق "فنانة تونس الأولى".

مقالات ذات صلة:

رحيل نجم الكوميديا التونسية محمد المورالي: صانع الابتسامة والناقد اللاذع

شوقي الماجري: مخرج الإبداع السينمائي والتلفزي الذي غيّبته الأقدار

بورتريه: محمد بحر - صوت ملتزم وفنّان مناضل

البداية: صوت ينبعث من نهج الباشا

بدأت مسيرة نعمة الفنية في سن مبكرة للغاية، حيث انطلقت بالغناء في عمر الحادية عشرة في نهج الباشا بمدينة تونس العاصمة، حيث استقرت مع والدتها. ورغم الصعوبات، كانت تتردّد على بيت البشير الرصايصي، الذي كان بمثابة استوديو للفن ومهد لصقل موهبتها. هناك، بدأت مسيرة نعمة الفنية، حيث وقفت لأول مرة أمام الجمهور في حفل خيري لفائدة جمعية المكفوفين، وقدمت أغنية "حبيبي لعبتو" لمحمد عبد الوهاب، ولاقت إعجابًا واسعًا من الحضور.

نعمة: الاسم الذي لمع في سماء الفن

بعد هذا النجاح الباهر، انخرطت نعمة في المعهد الرشيدي، حيث أصبحت واحدة من أبرز مطربات فرقة الرشيدية، وتميزت بصوتها الشجي والقدرة على تقديم مختلف الأنماط الغنائية. لقّبها الفنان الكبير صالح المهدي بـ"نعمة"، وكان لهذا الاسم صدى واسع في عالم الفن التونسي والعربي. لم يكن اللقب مجرد اسم فني، بل عكس جوهرها الفني الذي حمل نعمة على أكتافه طوال حياتها.

من الرشيدية إلى العالمية

بدأت شهرة نعمة تتسع بشكل كبير عندما أصبحت مطربة رسمية بالإذاعة التونسية في سنة 1958. انطلقت في جولات فنية خارج حدود الوطن، لتصل شهرتها إلى الجزائر وليبيا والمغرب وفرنسا. أما مشاركتها في مهرجان ألفية القاهرة سنة 1969، فقد كانت نقطة تحول في مسيرتها، حيث أشاد بها الأدباء والنقاد المصريون. كتب عنها الأديب صالح جودت في مجلة "الكواكب" المصرية، واصفًا إياها بـ"الثروة الفنية الكبيرة"، وخصص الروائي يوسف إدريس لها إشادة كبيرة ووصفها بـ"فنانة تونس الأولى".

إبداع بلا حدود

لم تقتصر نعمة على غناء الأغاني العاطفية، بل كانت صوتًا متعدد الجوانب. غنت الأغاني الوطنية التي عبرت عن حبها العميق لتونس، مثل "أنا اسمي تونس" و"يا حبيب تونس"، وشاركت في حفلات ومهرجانات دولية، جعلتها رمزًا للفن التونسي الأصيل. أما رصيدها الفني، فهو ثروة حقيقية بأكثر من 360 أغنية، من ألحان كبار الملحنين في تونس ومصر وليبيا.

نعمة: حياة بين المسرح والحياة الشخصية

بعيدًا عن المسرح، كانت حياة نعمة مليئة بالتحديات. تزوجت في سن السادسة عشرة وأنجبت ثلاثة أطفال: هشام، طارق، وهندة. ورغم مسؤولياتها العائلية، لم تتوقف نعمة عن الغناء. كان صوتها يرافق التونسيين في أفراحهم وأتراحهم، وكان اسمها يتردد على شفاه الأجيال التي ترعرعت على صوتها.

الرحيل وخلود الذكرى

في 18 أكتوبر 2020، ودعتنا نعمة، لكن صوتها لا يزال يعيش بيننا، في أغانيها الخالدة التي ستبقى تروي قصة فنانة لم تكن مجرد مطربة، بل رمزًا للتحدي والإبداع والهوية التونسية.

صوت نعمة كان وسيظل دائمًا، نعمة لكل من أحب الفن وأحب تونس.

آخر الأخبار

حماية الطفولة في العصر الرقمي: إطلاق الخطة الوطنية لمكافحة العنف الرقمي ضد الأطفال

حماية الطفولة في العصر الرقمي: إطلاق الخطة الوطنية لمكافحة العنف الرقمي ضد الأطفال

كيف تموت المرأة حيّة؟ رحلة الألم خلف الابتسامة المزيفة

كيف تموت المرأة حيّة؟ رحلة الألم خلف الابتسامة المزيفة

20 نوفمبر 1902: يومٌ ولدت فيه عبقرية المسرح البلدي بتونس

20 نوفمبر 1902: يومٌ ولدت فيه عبقرية المسرح البلدي بتونس

فينيسيوس جونيور: رحلة استكشاف الجذور الأفريقية والانتماء لقبيلة "تيكار" الكاميرونية

فينيسيوس جونيور: رحلة استكشاف الجذور الأفريقية والانتماء لقبيلة "تيكار" الكاميرونية

نجل الأميرة النرويجية يُعتقل في قضية اغتصاب واعتداء جسدي

نجل الأميرة النرويجية يُعتقل في قضية اغتصاب واعتداء جسدي

Please publish modules in offcanvas position.