قضت الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الفساد المالي بالمحكمة الابتدائية بتونس، اليوم، بحكم غيابي بالسجن لمدة عشرين عامًا مع النفاذ العاجل في حق كل من ليلى الطرابلسي، زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وصخر الماطري، صهره، وذلك بتهم تتعلق بالفساد المالي واستغلال النفوذ.
مقالات ذات صلة:
إلغاء الانتخابات الرئاسية في رومانيا: تدخل خارجي واتهامات بالفساد الانتخابي
فصل مستوردات الزيتون يثير جدلًا واسعًا: فساد أم تضارب مصالح؟
السجن لوزير البيئة الأسبق وإطار بالحماية المدنية في قضية فساد
كما تم فرض خطايا مالية ضخمة بالمليارات على المتهمين، في قضية مثيرة أثارت الجدل في الساحة السياسية والقانونية. حيث تم التهمتهما في ملف يتعلق بصفقة عمومية تم إسنادها إلى الماطري والطربلسي دون احترام التراتيب القانونية اللازمة.
وكانت القضية تتعلق باستخلاص فائدة غير مشروعة من خلال استغلال الوظيفة العامة، مما ألحق أضرارًا جسيمة بالإدارة التونسية. وقد تم التأكيد على أن هذه الصفقة، التي تمت في عهد بن علي، ألحقت ضررًا بالغًا بمصالح الدولة، حيث استفاد الماطري والطربلسي بشكل غير قانوني من ثروات الشعب التونسي.
وفي تعليق له، قال محامي الدفاع عن المتهمين إن موكليه سيستأنفان الحكم، معتبراً أن الإجراءات القانونية لم تكن عادلة وأن العديد من الملابسات ما زالت بحاجة للتحقيق.
وتعد هذه القضية جزءًا من سلسلة من القضايا التي تم فتحها ضد المقربين من النظام السابق بتهم فساد مالي واستغلال النفوذ، وقد أثارت الجدل حول عملية العدالة الانتقالية في تونس ومدى فاعلية محاسبة المتورطين في نهب المال العام.
وبالرغم من محاولات الدفاع والتبريرات التي قدمها المتهمون، فإن الحكم الحالي يعكس رغبة كبيرة في تطهير المؤسسة القضائية من الفساد المستشري الذي عانت منه البلاد لعقود.
التطورات في هذه القضية تفتح بابًا واسعًا للنقاش حول ضرورة إعادة بناء الثقة بين المواطن التونسي والدولة، خاصة في ظل استمرار المحاكمات التي تطال رموز النظام السابق.