الأَمْنُ قُوتٌ وَيَاقُوتٌ يُتَاقُ لَهُ
بقلم: معز بن عثمان توري، شاعر أمني من تونس
قليل من الأمن...كثير من الوطن
لا يَشْتَهي البَدْرَ مَنْ في خَدِّهِ القَمَرُ ** ويُشْتَهى الماءُ مَهْما نُزِّلَ المَطَرُ
هَذي البِلَادُ جَميلٌ نَحْنُ نَزْرَعُها ** وأجْملُ الزَّرْع صِدْقُ الزّرْع يا عُمَرُ
هذي البلاد بها بالرُّوحِ شَاشِيَّةٌ ** بالبَيْت شِيحٌ وعَرْعارٌ وأفْتَخِرُ
بَيْتٌ لصِبْيَةِ بَنّاءٍ عَلَى نَصَبٍ ** ألْقَى السَّلَامَ حَزينا يُطْرِقُ الحَجَرُ
***
بالحَقِّ يَسْقُطُ مِنْ عَلْيائِه المَطَرُ ** بالرِّفقِ يَهْدَأُ طِفْلٌ يَهْدَأُ البَشَرُ
بِالأمْنِ يَنْمو دُعاءُ القيْروانِ بِنا ** بالعدْلِ تُورِقُ عَيْنٌ يُثْمِرُ الشَّجَرُ
عَيْنٌ بها وَطَني قَلْبٌ به وَطني ** الأمْنُ عَيْنٌ ومِنْ أسْمَائِه السَّهَرُ
مَوْلايَ عَلَّمَنِي بِالغَيْب عَلَّمَنِي ** أَنْ لا عُيونَ بِلَا أَمْنٍ سَتَنْفَجِرُ
الأَمْنُ لَيْسَ بِشُرْطِيٍّ فَقَطْ وَعَصًا ** أَمْرٍ وَنَهْيٍ وَمَأْمُورٌ وَمُؤْتَمِرُ
الأَمْنُ مَاءٌ وَهَلْ لِلْمَاءِ رَائحَةٌ ** لَا لَوْنَ لَا طَعْمَ بَلْ يَصْفو وَيَنْكَدِر
إِغْرِسْهُ ثَمْرًا تَجِدْ لِلتَّمْرِ ذَائِقَةً ** إِغْرِزْهُ جَمْرًا تَذُقْ مَا أنْتَ تَجْتَمِرُ
الأَمْنُ نَمْلُ حَيَاةٍ دَبَّ مُنْتَظِمًا ** مَا شَذَّ مِنْهُ مَعَ التَّهْذِيبِ يَنْسَطِرُ
الأمنُ قُبَّعَةٌ بالصَّدْرِ يَحْمِلُها ** قَلْبٌ نَظيفٌ وَرَأْسٌ شامخٌ حَذِرُ
الأمْنُ حِسٌّ وناقوسٌ يَدُقُّ إِذا ** اِشْتَدَّ الهَجيرُ وَكَمْ مِنْ حَوْلِكَ الخَطَرُ
الأمْنُ عِقْدٌ وغِلٌّ بَسْمَةٌ وعَصًا ** كالمَصْلُ يَرْكُدُ فِي مَنْفُوعِهِ الضَّرَر
مَنْ يَحْفَظ الأمْنَ قدْ يُكْوى بِجَمْرَته ** كالشَّمْعِ عَانَقَ خَيْطا مِنْه يَسْتَعِرُ
مَنْ يَفْقَه الأمْنَ لا يَشْكُو صَلابتهُ ** فَشِدَّةُ البَرْقِ منْها الماءُ يَنْهَمِرُ
فِي قَسْوَةِ الحَزْمِ لِينٌ لَيْسَ يُدْرِكُهُ ** إلَّا فَهيمٌ وَمَنْ في بُعْدِهِ نَظَرُ
الحَازِمُونَ بِنَا الحَافِظونَ لَنَا ** أَرْضًا يَرِفُّ بها الحَسُّونُ و الوَتَر
الأَمْنُ كَفُّ يَتِيمٍ أَنْتَ مِعْصَمُهَا ** عَيْنٌ لِأَعْمَى بَصِيصَ النُّورِ يَنْتَظِرُ
فاِخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمَظْلُومِ تَنْصُرُهُ ** قَوْلًا وَفِعْلًا وَكَمْ وَاللهِ قَدْ نَدُرُوا
الأَمْنُ حَقٌّ وأًعْباءٌ يُكابدُها ** قَلْبٌ قليلٌ نَسيناهُم فَما ذُكِروا
الأمْن بَيْتُ قَصيدِ الأنْقِياءِ فَقَطْ ** ومَا سِواهُ فَريحٌ قَلَّما تَذَرُ
الأَمْنُ مَحْضُ دُعَاءٍ ذَائِبٍ أبَدًا ** مَاءٌ هَوَاءٌ زُجَاجٌ لَيْسَ يَنْكَسِرُ
الأَمْنُ قٌوتٌ و يَاقُوتٌ يُتَاقُ لُهُ ** كَمَا يَتُوقُ إِلَى أَحْداقِهِ البَصَرُ
تمت في 16/02/2024