تسجل السينما التونسية حضورًا قويًا في الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي بمصر، التي ستقام من 24 أكتوبر إلى 1 نوفمبر 2024، عبر عرض فيلمين بارزين: "ماء العين" للمخرجة مريم جوبار و"برج الرومي" للمخرج المنصف ذويب.
مقالات ذات صلة:
"المابين" و"وراء الجبل" يرفعان راية السينما التونسية في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي
في ذكرى رحيله: نجيب عياد... عملاق السينما التونسية الذي غادرنا قبل أن يكمل مهمته
السينما التونسية تتألق في المهرجان الدولي للفيلم الشرقي بجنيف
"ماء العين": رحلة حب الأم وحدود التضحية
يتنافس فيلم "ماء العين" (120 دقيقة) على جوائز مسابقة الأفلام الروائية الطويلة. هذا العمل هو النسخة المطولة من الفيلم القصير "إخوان" الذي أخرجته مريم جوبار في عام 2018، وقد حقق شهرة دولية حيث نافس على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم قصير في عام 2020 وشارك في أكثر من 150 مهرجانًا عالميًا، محققًا 75 جائزة.
تدور أحداث الفيلم حول صالحة، ربة عائلة ومزارعة في إحدى القرى النائية في شمال تونس، والتي تتفاجأ بعودة ابنها مالك من سوريا بصحبة زوجة "غامضة". يبدأ الفيلم باستكشاف كيف تدفعها حبها لابنها والذنب الذي يلاحقها إلى تسليم نفسها بالكامل لما يخبرها به ابنها عن تجربته في سوريا. غير أن سلسلة من الأحداث الغامضة في قريتها تهدد بتدمير العالم الهش الذي بنته. الفيلم يطرح تساؤلات حول حدود حب الأم والصراعات النفسية التي قد تواجهها. ويشارك في بطولته كل من صالحة نصراوي، محمد حسين قريع، ومالك مشرقي، وآدم بيسا، و"ديا ليان".
"برج الرومي": رحلة إلى أعماق السجون السياسية
في المقابل، يعرض فيلم "برج الرومي" (90 دقيقة) خارج المسابقة الرسمية، وهو عمل مستوحى من كتاب "نظرات أمي" للكاتب عز الدين الحزقي الذي يتناول تجربته السجنية التي امتدت من نوفمبر 1973 إلى ماي 1979 بسبب انتماءاته اليسارية. الفيلم يسرد قصص 13 سجينًا سياسيًا، ويستعرض ما عاشوه داخل سجن "برج الرومي"، حيث تم اختيار أغلب الممثلين من عالم المسرح، ومنهم محمد شوقي بلخوجة، عزيز الجبالي، وطلال أيوب. كما يظهر المخرج عبد الحميد بوشناق في دور السجين السياسي، مما يضفي على الفيلم مزيدًا من الواقعية والتأثير.
تعد هذه المشاركة الدولية فرصة لتعزيز مكانة السينما التونسية على الساحة العالمية وتسليط الضوء على قضايا اجتماعية وسياسية هامة من خلال أعمال فنية متميزة.