أعلنت وزيرة الشؤون الثقافية، الأستاذة أمينة الصرارفي، اليوم 17 نوفمبر 2024، خلال جلسة عامة مشتركة لمجلس نواب الشعب والمجلس الوطني للجهات والأقاليم، عن رؤية ثقافية جديدة ترتكز على مشروع ثقافي وطني شامل ومتكامل. المشروع يسعى لتحقيق ثورة ثقافية تقطع مع الرداءة، تماشياً مع توجيهات رئيس الجمهورية قيس سعيد.
مقالات ذات صلة:
الرئيس قيس سعيّد يدعو إلى استعادة إشعاع الثقافة التونسية وتكثيف دورها في ترسيخ الهوية الوطنية
منتدى علمي في برقو يناقش واقع وآفاق المكتبات والثقافة الرقمية
تعزيز التعاون الثقافي بين تونس وفرنسا: وزيرة الثقافة تلتقي السفيرة الفرنسية
نحو إنتاج فني متنوع وهادف
ستركز وزارة الشؤون الثقافية على دعم الإنتاجات الفنية بجودة عالية، تراعي النوع الاجتماعي وتستهدف التوسع وطنياً ودولياً. كما سيتم تعزيز الصناعة السينمائية، بمواكبة أحدث تقنيات الإنتاج السمعي البصري، وتطوير المواضيع المطروحة لتمكين المشاركات الدولية في المهرجانات الكبرى.
دعم الموسيقى والمسرح
تشمل الخطة تشجيع الإنتاج الوطني الموسيقي والارتقاء بالتكوين الموسيقي ليشمل جميع الولايات، مع تنظيم مهرجانات موسيقية ودعم الإنتاجات الجديدة. كما سيتم تطوير الفنون الركحية وإعادة هيكلة مؤسساتها، مع مراجعة منظومة الدعم لتكون أكثر شفافية من خلال منصة رقمية.
النهوض بالكتاب والمطالعة
الكتاب والمطالعة حاضران بقوة في المشروع الثقافي الجديد، من خلال نشر ثقافة الكتاب الإلكتروني والمحامل الرقمية، ودعم الإنتاج الأدبي والفكري. كما سيتم تيسير الوصول إلى الكتب في كافة المناطق، عبر المكتبات العمومية وخدمات رقمية متطورة.
تراث يواكب العصر
في قطاع التراث، تتبنى الوزارة خطة لإنقاذ الرصيد الوطني عبر جرده، صيانته، ورقمنته. كما سيتم دعم المعالم التراثية، بما في ذلك فسقية الأغالبة ومشاريع معطلة مثل برج بكوش، مع تحديث التشريعات ورقمنة الرصيد الموسيقي والمكتوب.
تحديث المهرجانات والمؤسسات الثقافية
تمثل المهرجانات الثقافية والفنية محوراً رئيسياً للخطة، حيث سيتم إعادة تصنيفها وفق خصوصيات الجهات، لضمان تنوع المضامين. أما المؤسسات الثقافية، فتشهد مشروع "المؤسسة الثقافية الرائدة"، الذي يهدف إلى تأهيل دور الثقافة والمكتبات العمومية، واستقطاب الناشئة ضمن مشروع وطني للممارسة الثقافية للأطفال.
قانون الفنان والمجلس الأعلى للثقافة
ضمن الإصلاحات التشريعية، تسعى الوزارة إلى تفعيل "قانون الفنان" وإحداث المجلس الأعلى للثقافة والفنون، لتعزيز حرية التعبير وضمان مكانة الفعل الثقافي كركيزة أساسية لنقل المعرفة وتعزيز قيم التسامح والتعايش.
هذه الرؤية الطموحة تعكس إدراكاً لدور الثقافة كأداة للتغيير وبناء المستقبل، مما يجعل تونس على أعتاب ثورة ثقافية حقيقية تستجيب لتطلعات الأجيال القادمة.