بعد جولة ناجحة خارج حدود الوطن، عادت مسرحية "14/11" للمخرج معز الڨديري إلى مسارح العاصمة، حيث تم عرضها لأول مرة في المركز الثقافي والرياضي بالمنزه السادس يوم 16 نوفمبر 2024. هذه العودة تزامنت مع تتويج هيثم المومني و مروان الميساوي بجائزة أفضل ممثل في المهرجان الحر بعمان، في الأردن، ما يبرز النجاح الكبير الذي حققته المسرحية على الصعيد العربي.
مقالات ذات صلة:
معلّقة الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية: سيمفونية الألوان والرموز في احتفاء بالمقاومة والإبداع
"أيام قرطاج المسرحية" تقدم "جرد موظف": رحلة في عمق الروتين اليومي بين الكوميديا والدراما
مُستوَجْ: مسرحية تعكس الواقع السياسي التونسي بنظرة ساخرة وعبثية
أبطال المسرحية والنص
المسرحية من تأليف هيثم المومني و ماهر مصدق، وسينوغرافيا صبري العتروس، وبطولة هيثم المومني و مروان الميساوي. يجسد الممثلان في هذا العمل شخصيتين تتنقلان بين تقلبات مزاجية حادة، من القوة إلى الضعف، ومن الحب إلى الكراهية، ليعكسا مشاعر متناقضة تعبر عنها العقل والقلب. هذه التقلبات تجعل الأحداث تحمل طابعاً سوداويًا قاسيًا، ويشبه الطابع الدرامي لشخصيات دوستويفسكي، حيث يكون الموت والاكتئاب محورين أساسيين في الصراع النفسي.
إلهام سارة كين وتأثيرها
استلهم معز الڨديري هذا العمل من مسرحية "ذهان 4:48" للكاتبة المسرحية سارة كين، التي تميزت بتعبيرها عن الصراع الداخلي للأفراد في مواجهة المرض العقلي والاكتئاب. كين، التي انتحرت بعد كتابة المسرحية، تركت نصًا مليئًا بالتعبير عن حيرة العقل ومشاعر الفقدان، حيث كتبت: "كانت لديّ القدرة على البكاء، أما الآن فقد تجاوزت مرحلة الدموع."
"14/11" تستند إلى النص ذاته، حيث ينفصل العقل عن القلب في إطار مكاني داخل العقل الباطن، مما يؤدي إلى صراع نفسي داخلي كبير. هذه التجربة الذاتية تندمج مع أحلام المريض وأوجاعه في رحلة نفسية صعبة.
العودة إلى المسرح بالعاصمة
تعد هذه العودة بمثابة خطوة جديدة في تعزيز حضور المسرحية على الساحة الفنية التونسية بعد النجاح الذي حققته في الخارج. ومع إضافة التتويجات على مستوى الجوائز العربية، تواصل "14/11" تقديم تجربة مسرحية فريدة تستحضر معاناة الإنسان الداخلية في مواجهة التحديات النفسية، من خلال الأداء العميق والمستوحى من أفضل أعمال المسرح العالمي.