لقاء خاص مع الفنان المسرحي اكرام عزوز مدير المهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج
يعتبر مهرجان المونودراما بقرطاج انجازا مهما لمحمد زين العابدين ومن خلاله وزارة الشؤون الثقافية الذي شجعنا على تنظيم الدورة الاولى التي نجحت بشكل لافت للنظر وفتحت آفاقا للمسرحيين التونسيين واصبح المونوداميين في كامل ارجاء الوطن يعتبرونه محطة هامة واكاثرت الطلبات على ادارة المهرجان للمشاركة في فعاليات هذا المهرجان الذي دعمه السيد وزير الشؤون الثقافية بـ100 ألف دينار و25 تذكرة سفر لضيوف المهرجان ذهابا وايابا الى أوطانهم واقامة 25 ضيف في نزل باختصار تبنى المشروع كما اكدت الهيئة ان هذا المهرجان يعتبر مشروع وزارة الشؤون الثقافية وعلى حد قول الوزير ان الوزارة لا تصنع الثقافة بل يصنعها مبدعي هذا البلد من خلال المبادرات والوزارة تساند هذه المشاريع الرائدة من الالف الى الياء.
هذا النجاح المهم لتونس اجبرنا ككل المهرجانات الناجحة تنجح للجلوس مع السيد وزير الشؤون الثقافية السيد محمد زين العابدين منذ شهر اكتوبر 2018 بتقاريرنا واعلمناه بفعاليلت الدورة الثانية وخصوصياتها وضيوفها وراسلناه بتاريخ 28 جانفي 2019 متطلبات انجاح فعاليات هذا المهرجان من الوزارة التي تم ضبطها بـ150 ألف دينار علاوة على تذاكر سفر واقامة 30 شخصا وتوفير فضاءات عروض لكن المفاجأة كانت ان الوزارة ولاول مرة لا تجيب على الملف، فحاولنا تحديد موعد مع السيد الوزير في شهر فيفري ثم شهر مارس دون رد.
بعد هذا الانتظار، امر السيد الوزير رئيس الديوان للاجتماع معنا لتدارس المشروع، فكان رد رئيس الديوان اثر الاجتماع ان لجنة التمويل العمومي ستجتمع لمناقشة المشروع، فما راعنا الا ان اللجنة لم تجتمع مما اضطرنا الى تأجيل المهرجان شهرين آخرين.
لكن هذا التأجيل وضعنا في اشكاليات كبرى خاصة ان عديد وزارات ثقافة في دول عربية شقيقة اقتطعت تذاكر السفر لفرقها المشاركة في مهرجان المونودراما بقرطاج، وعديد المشاركين اقتطعوا تذارك سفر على حسابهم الخاص ووصلت الى تونس مما اضطرنا لقبول البعض في دورة مصغرة واعلنا عن التأجيل الى 16 جوان 2019.
ما راعنا قبل هذا التاريخ باسبوع تعلمنا الوزارة بتوفير 17 تذكرة سفر واقامة دون اجتماع لجنة التمويل العمومي، فاعلمنا الوزارة انه لا يمكن تنظيم المهرجان قبل اجتماع لجنة التمويل العمومي كما اكدنا ان عدد ضيوف المهرجان بلغ 120 ضيفا والوزارة لم توفر سوى 17 اقامة وتذكرة سفر.. وبقينا نناقش الموضوع في اروقة الوزارة حتى بلغنا يوم الافتتاح في لقاءات مع رئيس الديوان محاولات للقاء السيد الوزير... علما عددا عبيرا من الضيوف استعدوا للسفر الى تونس والمهرجانات اخذ صيتا عربيا ودوليا وبذلك كنا امام استحالت ارجاع الضيوف من المطارات خوفا على سمعة تونس عندما تملكنا الشك من مساندة وزارة الشؤون الثقافية حتى حاولنا الغاء قدوم البعض منهم فوجنداهم على الحدود التونسية.
عند وصول الضيوف تحملنا المسؤولية وكامل المصاريف لانه لا يمكن الغاء فعاليات المهرجان.
كان ذلك بتدخل العديد من الفنانين الذين ساندونا بتقديم شيكات بنكية من حساباتهم الخاصة كضمان للشركاء في المهرجان ومقدمي الخدمات كالطباعة والاقامة منهم الزملاء ريم الزريبي ومحمد سعيد ولطفي عزوز وغيرهم...
حرصنا لا نتوقف على تنفيذ هذا المشروع ونكون في مستوى تشريف تونس رغم الضغط حرضنا ان تلتئم الفعاليات بندواته وتربصاته وبكل عروضه في المسابقة وخارجها كل هذا وانا بصفتي مدير المهرجان متواجد في بهو الوزارة انتظر لحظة من الوزير لمحادثته والتذمر له وكان في كل مرة يحيلنا الى رئيس الديوان على اساس التسوية، فكانت بعض التسويات العاجلة حينها لكنها غير كافية... فكان الاتفاق في الهيئة على اتمام فعاليات المهرجان ثم تقديم تقريرنا والسعي لدى الوزارة لمراجعة هذه الوضعية وهذا اضطرنا الى اقتراض الاموال من احدى الشركات مقابل رهم سيارتي الخاصة وبقيت الديون بضمان شيكات لدى بعض المؤسسات وارسلنا في هذا الغرض عديد المراسلات للوزارة وحرصنا على كل المسؤولين في الوزارة وعلى رأسهم السيد الوزيرة وفي كل مرة تطلب موعدا للقاء الوزير ولا تتم الاتجابة لطلبنا وهذا اوصلنا الى وضع منزلي الخاص للبيع لانه لا يمكن اهانة فنانين تعاطفوا معنا لا لشيء سوى انهم ساندوا انجازا وطنيا يشرف الثقافة التونسية الذي هو واجب وزارة الثقافة.
اتصلت بجميع المسؤولين ولا احد يحرك ساكنا.. وهذا نداء للسيد الوزير لانه من غير المعقول ان يعاقب شخص لانه قام بانجاز كبير لمصلحة الوطن يفوق بعض انجازات الوزارة التي فاقت قيمة تمويلها عشرات المرات الميزانية التي خصصت للمهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج في دورته الثانية.