ضيفي في حوار الصراحة لهذا اليوم، هو الوزير الأسبق و الناشط السياسي والأستاذ الجامعي ناجي جلول.. أردت من خلال هذه الاستضافة معرفة مواقفه من القضايا التي تهم الشأن الوطني ... ادعوكم أعزائي القراء والقارئات الى متابعة أطوار هذا الحوار...
* أستاذ ناجي جلول مساء النور
- اهلا بك سليم وبقرائك الأفاضل، رمضان مبارك على الجميع و كل عام و أنتم بخير وشكرا على هذه الدعوة...
* الأستاذ ناجي جلول وانت تتابع فقدان عدد من المواد الحيوية الغذائية من ظل تنامي ظاهرة الاحتكار و المضاربة ومعاناة التونسي اليومية... كيف تعلق على ذلك ؟
- الاحتكار سببه الرئيسي هو ضعف العرض و لمقاومتة يجب توفير المواد المفقودة لأننا نعرف ان الدولة أصبحت لا توفر للمخابز الكميات الكافية من السميد و الفارينة. وكفانا تذرعا بالحرب في أوكرانيا لان الروز مثلا والبيض لا يجلبان من اوكرانيا...!
كما أن الحملات الاستعراضية ضد الاحتكار أعطت وستعطي نتائج عكسية، فلا فائدة من المطالبة بالضغط على سعر الأسكلوب في حين أن سعر العلف مرتفع نتيجة الاحتكار وتراجع الدينار...
التضخم في تونس مرتبط بضعف الإنتاج لاننا اصبحنا بلد غير منتج... الحل هو العودة للعمل و إنتاج الثروة نحن للأسف شعب يريد أن يستهلك ثروة لا ينتجها...
* ماهو الحل للخروج من هذه الوضعية الصعبة التي تؤرق كل التونسيين ؟
- الحل هو العودة الى العمل والإنتاج وتحرير الاقتصاد وتحرير رجال الأعمال وتحويل تونس من بلاد الرخص إلى بلاد الفرص والكف عن شيطنة رجال الأعمال.
* هل حان موعد الحوار الوطني العميق للخروج من هذه الأزمة و بناء تونس الجديدة ؟
- نعم ، لا حل لنا الا بحوار وطني عميق تشارك فيه مكونات البلاد الجمعياتية والحزبية والنقابية ويطرح حلول جدية لتجاوز هذه الازمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
* من سيشارك في هذا الحوار أستاذ ناجي جلول؟
- المنطق يفرض مشاركة الرباعي الراعي الحوار والمنظمات الوطنية الكبرى مثل اتحاد الفلاحين والمرأة والأحزاب التي لم تتورط في التمويل الأجنبي او الإصطفاف وراء المحاور الأجنبية.
* أنت لا تشاطر مقترح الرئيس وهو الاقتراع على الأشخاص في دورتين، ما هي أسباب هذا الرفض؟
- الإقتراع على الأشخاص او ما يسمى البناء القاعدي سينهي الفعل السياسي ويفتح المجال لمرشحي العروش والمال والوجهاء المحليين ومكاسة الأسواق. وفي حالة التحالف المالي-العروشي سنعود بتونس إلى ما قبل الدولة تحت شعار ما بعد الديمقراطية...!
* أكيد قد تابعت تدخل الرئيس التركي في الشأن الداخلي الوطني، فما هو موقفك من ذلك؟
- ما صدر عن أردغان خطير لأنه تدخل سافر في الشأن التونسي، لكننا فتحنا الباب للتدخل بسياسة الاقتراض وفتح البلاد للمنظمات المشبوهة... وللاسف تركيا والكثير من البلدان الاخرى أصبحت تتعامل معنا بطريقة لا تحترم فيها سيادة البلاد...!
علينا أن نستفيق من سباتنا ونجد حلولا للمديونية والأمن الغذائي والأمن الطاقي ونكف عن تسول الهبات والقروض والتلاقيح مع الحفاظ على دولة مبذرة عدد وزراءها يفوق عدد وزراء الصين وعدد سياراتها الإدارية يفوق عدد عربات الجيش العثماني...!!
* يبدو أن الاتحاد غير راض على آداء حكومة بودن و يلوح بإضرابات قادمة...كيف تعلق على ذلك ؟
- طبيعي ان يكون الاتحاد مثل كل الشعب التونسي غير راض على أداء حكومة الغلاء الفاحش وانهيار المؤسسات الاقتصادية وضعف الدبلوماسية... للاسف حكومة بودن عمقت أزمة البلاد وبات الوضع ينذر بالانفجار...!
* ماهي الحلول العاجلة التي يقترحها حزبكم الائتلاف الوطني للخروج من هذه الأزمة ؟
- للخروج من هذا الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي يجب إسناد وزارات التجهيز والفلاحة وأملاك الدولة للجيش والشروع في سياسة أشغال كبرى مثل بناء عاصمة جديدة ودمج الاقتصاد الموازي لتوفير سيولة تغنينا عن الاقتراض باعتبار وجود صرافة بحجم بنوك...!!
تفعيل اتفاقية طريق الحرير مع الصين لتوفير الأموال الكافية لتمويل مشاريع البنية التحتية الكبرى.
على الدولة ان تفرض سياسة دعم حقيقية للمؤسسات الصغرى والمتوسطة المنهارة.
* كلمة الختام
- اشكرك سليم وأشكر مجلتكم توانسة على هذه الدعوة، واقول في ختام هذا الحوار
كفانا مضيعة للوقت و خطابات جوفاء ...!
السياسة حصيلة و إنجاز و الإنجاز لا يكون إلا بالإنصات لهموم شعبنا الجريح و إيجاد حلول عملية للفقر و الحرمان و البطالة و المديونية بدلا عن صراع الديكة الحالي...!