ضيفي في حوار الصراحة لهذا اليوم، صحفي رياضي، من طينة الكبار تمكنا ودراية وحرفية.. .هو قصة تدرس في الإرادة والعزيمة والطموح والنجاح ... وكما يقال: "من رحم الألم ينشأ التفوق والإبداع"... هو فنان في نقل المعلومة الرياضية في كل مكان بأسلوبه الهادئ والرصين ...
ضيفي هذا المساء صوت إذاعي شجي يبعث الأمل والحماس والشغف بالرياضة في نفوس كل المستمعين... يعشق الساحرة المدورة... صوت ألفناه وأحببناه منذ سنوات يأتينا يوميا على ذبذبات الإذاعة الأولى في تونس "موزاييك آف آم" ... ضيفي هو المبدع والفنان في عالمه الرياضي الفسيح اسكندر ابراهيم.
أدعوكم أعزائي القراء... عزيزاتي القارئات إلى متابعة أطوار هذا الحوار ....
* اسكندر ابراهيم مساء النور والسرور ...
- مساء الفل سليم ... مرحبا بك وبكل قرائك الأعزاء و شكرا على هذه الدعوة ....
* اسكندر كيف تقدم نفسك للقراء؟
- اسكندر ابراهيم، متزوج وأب لطفلين، محمد 13 سنة، وخليل 7 سنوات، متحصل على الإجازة في علوم الأخبار والإتصال... وانطلق المشوار في العمل باكتشاف عالم السلطة الرابعة على المستوى الرياضي ....
* كيف كانت انطلاقتك الإعلامية اسكندر؟
- كان الاندماج في المجال الإعلامي بطريقة مميزة... لأن أول تربص بالنسبة لي في أول سنة دراسية كان في إذاعة موزاييك آف آم... ومنذ تلك الفترة وأنا في موزاييك .. كنت أدرس و أشتغل في نفس الوقت ...
و في تلك الفترة كان هناك عبد السلام ضيف الله، معز بوطار، فتحي يعقوبي، فهمي البرهومي، حيدر الشارني في قسم الرياضة... حاولت طبعا أن أتعلم منهم أكثر ما يمكن... كذلك أمين قارة... و بوبكر بن عكاشة خاصة...
كان الانسجام بين كل الفريق العامل بقسم الرياضة طيبا وبعد انتهاء فترة التربص... كنت بصدد الخروج... فقال لي السيد نورالدين بوطار أذكره بكل خير: "وصلتني انطباعات جيدة حول عملك، وان شئت ابق معنا وسنمنحك منحة تساعدك في دراستك، وتطور إمكانياتك وتصبح عنصر من العناصر القارة التي نعول عليها في المستقبل....".
فرحت كثيرا... ومنذ تلك الفترة وانا في موزاييك... يعني ابن موزاييك 100% على الصعيد الإذاعي، و سأبقى بإذن الله في موزاييك....
* هل كانت البدايات سهلة؟
- لا...لا... يجب أن تعلم يا سليم أن البدايات لم تكن سهلة... الدراسة والتربصات والعمل... وفي تلك الفترة كنت أقوم بتصفية الدم... 3 حصص في الأسبوع، كنت أراوح بين التحول الى مصحة تطهير الدم يوما بعد يوم و بين الذهاب إلى إذاعة موزاييك ...
كان هناك الكثير من التعب دراسة... مصحة... إذاعة.
10 ساعات من العمل اليومي... ارهاق... تعب كبير... لكن الحمد لله... كنت متيقنا أن ذلك التعب سأجني ثماره في يوم ما... وأصبح جزءا من المشهد الإعلامي... والحمد لله.
* ماذا بقي في البال من هذه المرحلة الحاسمة؟
- اهم ما بقي في البال يا سليم... هو ذلك التعب والتضحية... طبعا فترة صعبة ومرت... وفي سنة 2011 تبرع لي والدي بكليته... ان شاءالله ربي يحفظه ويفضله.... ومنحني فرصة أخرى للحياة... واكيد أي نجاح أو تقدم يعود الفضل لله اولا وأخيرا و الى والدي ووالدتي العزيزين ...
دون أن أنسى زوجتي... المرأة الصالحة التي تساعدني في كل شيء ...
وكما قلت لك سليم أهم ما أسعى اليه هو رضاء والدي عني و ارجو ان احقق لهما أمانيهما و يكونان فخورين بي ...
* اسكندر لو نتحدث عن التجربة التلفزية ؟
- بالنسبة للبرامج التلفزية بدأت سنتي 2013 و 2014 تقريبا 3 أو 4 اشهر أشتغلت في الفريق الصحفي لبرنامج الأحد الرياضي، كنت موجودا على مستوى العمل الميداني، ثم بعد هذه التجربة بسنة تقريبا اتصل بي وليد قرفالة في قناة الزيتونة وكان منشط برنامج الزيتونة sport وكان الفريق يتكون من عبد المجيد القوبنطيني، منير بوقديدة، لبيب الصغير وكنت وقتها chroniqueur في البلاتو لمدة سنتين ثم برنامج رمضاني على نفس القناة اسمه "التشكيلة" نشطه نزار مرزوق في 2018 الذي اتصل بي واتفقنا حول البرنامج الذي تزامن في تلك الفترة مع كأس العالم.
كان هناك عنصر رياضي في البلاتو مع عنصر مختص في التغذية وعنصر مختص في الدراما.. كان توفيق البحري الله يرحمه وينعمه... كانت تشكيلة كاملة فيها "برشة جو"... و"برشة محبة".. استمر البرنامج لمدة 3سنوات ...
وهكذا انطلقت تجربة التنشيط التلفزي... تجربة على قناة الحوار التونسي... وأخرى على قناة قرطاج + ...
* تألقت من وراء المصدح في الإذاعة الأولى في تونس لسنوات في البرامج الرياضية... لو نتحدث عن هذه التجربة ؟
- في تجربتي الإذاعية يا سليم وكما يقال: "ما الحب إلا للحبيب الأول". إذاعة موزاييك و الحمدلله تقريبا 14 عاما في الإذاعة الأولى في البلاد.. .و هي في الحقيقة مسؤولية كبرى ...
في موزاييك يعلمونك تعطي حق الناس حتى نتحصل على حقك... هذا هو المبدأ الذي اعتمدناه منذ بداية عملنا حتى على مستوى البرامج الرياضية ...
كنت موجودا على مستوى تغطية المباريات والأحداث الرياضية وكذلك النشرات الرياضية اليومية دون أن أنسى أيضا برنامج ستار شو انا وحيدر الشارني في 2015 وقد كان برنامجا ناجحا بكل صراحة كنا نقدم portrait لضيفنا في حصة كل 15 يوما....
ثم مع عبدو في برنامج الفوروم sport... وحتى بعد انتقال عبدو الى فرنسا أواصل الرحلة واتحمل المسؤولية في نفس البرامج ...
وبالمناسبة أقدم تحية شكر لعبد السلام ضيف الله ...
وبرنامج فوروم سبور من اكثر البرامج نجاحا على راديو موزاييك، منذ بدايته عندما كان اسم البرنامج Café Sport.
كذلك اقدم فقرة رياضية صباحية من الإثنين الى الجمعة من الساعة 7 صباحا و20 دق اسمها 10 munites chrono
وهي فقرة مختصة في الأخبار الجانبية للرياضة... تتجه اكثر نحو البحث عن التعاليق والضحك والطرافة مع امين قارة في برنامج أحلى صباح... احاول دائما التنويع والله ولي التوفيق. من السهل أن تصل إلى المرتبة الأولى.. لكن الاصعب ان تحافظ على نفس المرتبة ... لذلك المهمة و المسؤولية اكبر...
* اسكندر هل الصحافة الرياضية أختيار ام اضطرار؟
اكيد يا سليم هي اختيار ... انا خترت الصحافة الرياضية.. ودرست من أجلها... لأنني مغرم بالرياضة بصفة عامة واحب كرة القدم... كنت شغوفا بمتابعة كل الأخبار الرياضية منذ طفولتي... و"بالأمارة" كان هناك مركز للاتصالات في حينا وكنا نجتمع هناك... كنت أجمع كل الجرائد لأطلع على آخر الأخبار الرياضية وطبعا دون أن افتحها حتى لا أدفع ثمنها... هههه ...
كما قلت لك يا سليم هو تخطيط واختيار وقناعة خاصة وغرام بالصحافة الرياضية وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى... وانا راض كل الرضى لانني لم اتصور أن يتحقق لي كل هذا... والحمد لله... لم أتمنى اكثر مما منحني المولى عز وجل... الحمد لله ...
* اسكندر كيف تعلق على بطولة الرابطة المحترفة ؟
- بالنسبة للبطولة ... دائما نفس المبدأ و نفس الكلام ونفس الراي ... يجب أن تكون بطولة بـ14 فريقا ومرحلة واحدة ... لا يمكن أن نكون مختلفين عن العالم ... تقريبا 99% من البطولات في العالم على مرحلة واحدة...اما لماذا أقول هذا الكلام؟ لان مرحلة "البلاي اوف" مرحلة ظرفية... ظروف اجبرت الجامعة على هذا التمشي والظرف الأساسي هو فريق هلال الشابة في علاقتها مع الجامعة التونسية لكرة القدم والقضايا والأحكام التي ربحتها في "التاس"
هذا كله اجبر الجامعة على أن تتدخل هلال الشابة في البطولة وفي الرابطة الأولى وليس لديها أي حل إلا أن تكون البطولة على هذا النحو : مجموعتان لإنهاء الموسم على الأقل.
العدل هو أن تلعب موسما كاملا ذهابا وإيابا والذي يستحق البطولة سينالها عن جدارة و من يستحق النزول سينزل...
اليوم نرى فرقا ينتهي الموسم بالنسبة إليها في شهر فيفري ...!! يعني تلعب تقريبا 4 اشهر فقط ...!! انظر كيف سينعكس ذلك عليها؟!
ما ذنب هذه الجمعيات التي لها عقود مع لاعبيها 12 شهرا ...!!؟ كيف ستتصرف في هذه الوضعية لتوفر الماديات وتمنحهم مستحقاتهم المالية ؟!
وكيف ستتم عملية الاستعداد والتحضير للموسم القادم...؟ وفي أي ظروف ؟! يعني الحظوظ غير متساوية !!!
إذن على مستوى العدل الكروي بين الجمعيات المتنافسة ليس هناك عدل!
كما أن الفريق في الصدارة في المرحلة الأولى و الذي فاز بكل مبارياته لا يضمن البطولة في "مرحلة البلاي أوف" ...
صحيح هناك حماس وتشويق في هذه المرحلة وهناك كرة ... و لكن السلبيات أكثر ... ولو كان هذا المنوال ناجحا لتم تطبيقه في كل البطولات العالمية ...
والحل طبعا هو العودة إلى المنوال التقليدي للبطولة ا لتونسية
* اسكندر من تراه الأقرب للتتويج بالبطولة ومن الوصيف ؟
- اكيد يا سليم من سيرفع البطولة واضح هو فريق النجم الساحلي... لانه الأقرب للفوز بها.. له مقابلتان في سوسة وأخرى خارج ميدانه وسيجني طبعا منها عددا من النقاط ومتاح هذا التتويج. و سيعود النجم إلى التتوبجات المحلية بعد غياب طويل ...
اما المرتبة الثانية... اكيد مقابلة الدربي ستكون الفيصل في حسمها... إما الترجي الرياضي أو النادي الإفريقي ...
* ما هو موقفك من النقل التلفزي للبطولة التونسية ؟
- مشكل النقل التلفزي كبير... والأخطر من ذلك هناك نوع من "الإستيناس" و "التعود" منذ الموسم الفارط حيث بدأ تعويد التونسيين على عدم نقل مباريات البطولة على التلفزة الوطنية أو القنوات الخاصة... بعد أن كان هذا الحدث خطيرا وهناك غضب ورفض وتنديد بعدم نقل المباريات على القنوات التونسية !!!
اليوم يجب على الجامعة وإدارة التلفزة الوطنية يستهداو بالله ويعودان الى منطق العقل ويحاولان إيجاد الحل بينها الإثنين ...
لأن الخاسر الوحيد هو المتفرج التونسي والتلفزة الوطنية أيضا خاصة عندما نتحدث على عائدات الإشهار ...
اليوم تلفزات عربية تنقل مباريات البطولة وهي التي تربح بالتأكيد ...!
يجب على الجامعة إيجاد الحل في أقرب وقت... من حقها تبيع البطولة لكن بمبلغ معقول... و ليس بتلك الأرقام المالية الضخمة ....!!! لا أتصور أن بطولة بهذه الصورة تستحق التسويق لا على مستوى الملاعب... كما ترى.. ولا على مستوى "الويكلو" كل مرة مشاكل... و لا على مستوى البنية التحتية... ننتظر أن تعود البطولة الى وضعها العادي على القناة الوطنية وهي الحالة العادية للمواطن التونسي، الذي يتابع مباريات فريقه على القناة الوطنية دون إجباره عن دفع المال أو البحث عن قناة أجنبية لمتابعة البطولة ...!
* كيف تقيم آداء المنتخب الوطني مع جلال القادري؟
- بالنسبة للمنتخب الوطني مع جلال القادري... تختلف الآراء... هناك تحاليل كثيرة... وانتقادات وتأويلات... والكل يريد فرض آرائه وهذا مجانب للصواب في حقيقة الأمر لأن ارقام جلال القادري أو غيره هي وحدها من تمنحه حق البقاء أو الرحيل ...
ارقامه الى حد الآن محترمة على مستوى المشاركة في الكأس الإفريقية أو العالمية المدرب جلال القادري موجود... يشتغل وارقامه ناجحة... لكن الى اي مدى؟ وماذا نريد من المنتخب؟ وماذا تخول لنا ظروفنا و إمكانياتنا؟ المهم تقديم البرامج و تسطير الأهداف ونحن سنتابع ذلك طبعا وان نجحوا سنحييهم بطبيعة الحال وإن فشلوا... ستبحث عن البديل ...
* هل تتابع البرامج التلفزية على القنوات التونسية ؟
- صراحة انشغالي بالعمل والمراوحة ببن الإذاعة والتلفزة لا اجد الوقت لمتابعة البرامج التلفزية بمعنى انني أخصص وقتا لمتابعة برنامج ما... لا... ولكن أتابع من أبنائي ما يحبذون مشاهدته... وفي غالب الأحيان أتابع معهم المباريات الرياضية وكذلك الصور المتحركة... لأنني مغرم بـ"طوم" و"جيري" وابحث دائما عن المواقف الطريفة والمضحكة التي تنعش مزاجي واتابع أيضا بعض الفيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعي المتعلقة بالرياضة حتى أحدد "انا وين"...
* ماهي جمعية اسكندر ابراهيم؟
- موضوع الانتماء مهم جدا وحساس.. انا صحفي رياضي ومغرم بكرة القدم ... ولدي انتماء أكيد واقوله بالصوت العالي... انا محب للترجي الرياضي التونسي... واتشرف بذلك وانا مثل كل المواطنين اجلس في المقاهي واتحدث عن جمعيتي و"نبروا" وأتابع المباريات وأذهب إلى الملاعب كأي مواطن ولكن أبدا لا اتحامل على اي جمعية أو أسيئ لأي ناد... انتمائي شيء وشغلي شيء آخر ... ما يقال في التلفزة أو من وراء المصدح يختلف عن الشخصي والذاتي و المواطني... بمعنى انا عندما ادخل من باب إذاعة موزاييك اكون على نفس المسافة من الجميع، وعندما اخرج اعيد لباس جبة المحب والالتقاء بالأصدقاء والحديث عن الكرة....
اما في العمل فهذا يختلف تماما عن الحياة الشخصية... اذا أراد الجمهور تقييمي... لا بد أن تكون المحاسبة على العمل لا على الإنتماء ...
حاسبني ان تحاملت على انسان أو ظلمت إنسانا، أو زدت في قيمة جمعية ما بالباطل أو انتقصت من قيمتها... حاسبني على شغلي واقم علي الدليل ان أردت تقييمي ....!
* كلمة الختام
- بارك الله فيك مرة أخرى يا سليم... شكرا لك على هذه الدعوة وعلى هذه الإستضافة شكرا لجريدتكم توانسة... احمد لله على كل شيء: الصحة... العائلة... الشغل... ان شاءالله نكون موفقين في رسالتنا... الله غالب في تونس يغضب منك البعض لأنك لا تقول الكلام الذي يحبون سماعه... اكيد احاول ان أكون دائما في المستوى... ونكون أمناء في نقل المعلومة... و من اجتهد وأصاب فله أجران وان اجتهد ولم يصب فله أجر واحد.... شكرا لكل من آمن بنا ومنحنا الفرصة لنكون في المشهد الإعلامي الاعلام الرياضي فيه الكثير من الكفاءات... يستحق "برشة" خدمة و "برشة" دعم... ان شاء الله القادم أفضل للجميع على جميع المستويات ...شكرا سليم