لا يخفى التونسيين اليوم أن المعلم لم يعد من الطبقة الوسطى بل صار في أسفل التراتبية الاجتماعية... وقد نادى منتسبو القطاع بتحسين وضعيتهم المادية ورد اعتبارهم وتحصينهم من الاعتداءات التي تطالهم أثناء مباشرتهم لمهامهم... دون أن ننسى عديد المطالب المهنية كإدماج الصنف أ 3 في الصنف أ 2 وانتداب النواب وتفعيل اتفاق 1 مارس 2021 الذي يتضمن تيسير شروط الترقية وشروط الانتقال بين المسارين المهني والعلمي للمجازين بعد أكتوبر 2018 وعديد المطالب الأخرى كإعادة خطة مساعد مدير، ولعل غلق باب التفاوض أضرّ بالحقوق المادية والمهنية لعموم المعلم وحطّ من مكانتهم واعتبارهم وزاد في الهوة الموجودة مع وزارة الإشراف.
مقالات ذات صلة:
غلاء الأدوات المدرسية في تونس يثقل كاهل الأولياء والمعلمين يضاعفون المعاناة بطلبات غير مبررة
الرئيس قيس سعيّد يؤكد على ضرورة حل مشكلات المعلمين والأساتذة النواب ويشدد على أهمية التعليم
احتجاج المعلمين النواب أمام وزارة التربية: مطالب بالتسريع في التوظيف
* استاذ الاسعد لو نتحدث عن وضعيات المعلمين والاساتذة الذين قاموا بنيابات لسنوات عديدة ولكن تجاوزت اعمارهم 50سنة .ومنعوا من النيابات بتعلة تجاوزهم السن القانونية... ماهو مصيرهم ؟
- مظلمة حقيقية يعيشها المعلم والأستاذ النائب الذي قضى أكثر من عقد من الزمن ينتظر الانتداب وفي الأخير يصدم بقانون وضعي جائر يقضي على أمله في الانتداب... لذا المطلوب من وزارة التربية التعجيل بالانتدابات بعنوان 2024 فقد طال الانتظار شأنهم شأن معترضي التعليم الأساسي المبرمج انتدابهم منذ سنوات لكن إلى اليوم لم يتم التفعيل .. كذلك بالنسبة إلى من تجاوز عمره 50 وجب إيجاد استثناء وحلّ قانوني لهم وانتدابهم فورا فقد أعطوا لتونس من شبابهم وصحتهم وكفاءتهم لكن خابت انتظاراتهم وتحطمت أمالهم وزادت ألامهم ومعاناتهم.
* استاذ الاسعد: المصنفون أ3 ماهو مصيرهم.. رغم الاتفاق الحاصل حول ضرورة تسوية وضعاتهم؟
- إشكالية الصنف أ3 كانت محلّ نظر اللجان التي التأمت بين النقابة والوزارة وقد اعتبرنا الموضوع انتهى فعلا بتحرير مسودة الأمر المخول للإدماج في الصنف أ2 ... لكن إلى اليوم مازال زملاؤنا ينتظرون بداية التكوين المفضي لإدماجهم... بل هناك منهم من تحصل على إجازة وماجستير ولكن إلى اليوم ظل عالقا مجمدا في الصنف أ 2 ... مظلمة حقيقية لصنف يعمل الأقصى في أقسى الظروف ويتقاضى أدنى الأجور... ولعل ذلك السبب الأساسي لتجميدهم المسألة موزانات تعيسة لا تراعي حقوق المعلم للأسف الشديد.
* تتالت الاعتداءات على المربين... ولا بد من حاول عاجلة لسلامة المربي والمحافظة على هيبة المدرسة العمومية... كيف تعلق على ذلك؟
- للأسف يعيش مجتمعنا تحت تداعيات وسائل التواصل الاجتماعي وتدني النظرة للمربي الذي فقد اعتباره ومكانته وضرب حقه ودوره التربوي وأصبح تعليمي فقط... فجنى نتيجة هذا الانحلال والانقلاب في المنظومة القيميّة وصار عرضة لاعتداءات وحشية من الأولياء والتلاميذ... لذا طالبنا ونطالب بسن قانون يحصن المعلم أثناء أداء واجبه المهني ويجرم الاعتداء عليه. كما نطالب بفرض قانون تأديبي للعقوبات المدرسية في التعليم الأساسي لمعالجة بعض السلوكات وإنهاء النجاح عن طريق الإسعاف العمري أو على الأقل منحه مرة واحدة للتلميذ.
* ماهي انتظارات المعلمين والمعلمات من المجلس الاعلى للتربية؟
- المعلمون والمعلمات لهم انتظارات كبيرة من المجلس الأعلى للتربية من خلال مؤسسة المدرسة الابتدائية ومنحها الاستقلال المالي وجعلها تحظى بميزانية محترمة وإصلاح البرامج التعلمية وإعطاء أهمية أكبر للغة العربية والإنجليزية فضلا عن رد الاعتبار لقيمة المربي من خلال خلق حوافز مهنية ومادية ومنحه المرونة الكافية في ضبط خطة عمله ومقاربته البيداغوجية.
* كلمة حرة استاذ
- أدعو من خلال منبركم الحر وزير التربية إلى فتح تفاوض جدي في مطالب المعلمين في اتجاه تحسين الوضع المادي والمهني والصرف الفوري للمستحقات على غرار مستحقات النواب والمتعاقدين من تربية تعليم ونتائج الترقيات إلى رتبة أستاذ فوق الرتبة مميز درجة استثنائية لسنة 2023.
كما ندعوه إلى إيجاد حل فوري للمشكل القائم مع متفقدي التعليم الأساسي فلا يخفى على أحد أن أكثر من 130 دائرة حاليا دون متفقد وهو ما يعني تأجيل ترسيم وعدد قاعدي وتحيين عدد وجميع ذلك يضر بالحقوق المادية والمهنية للمعلمين.
كما أدعوه إلى فتح مناظرة التفقد لإيجاد حل جذري لنقص إطار التفقد. دون أن ننسى ضرورة عودة خطة مساعد مدير الموجودة في قانوننا الأساسي فبأي حق حجبها عن المعلمين دون سند قانوني... ونذكّر أن قطاعنا فوض الجامعة العامة لتحديد يوم إضراب دفاعا عن مطالبنا... لكن أيدينا مفتوحة للتفاوض قبل إقراره حفظا للحقوق.
* كلمة الختام
- ختاما أشكرك وأشكر مجلتكم على إتاحة الفرصة وأدعو وزير التربية إلى التعجيل بفتح باب التفاوض في مطالب القطاع الذي طال انتظاره وعيل صبره ونفس المطالب عالقة ولم نشهد سوى ارتدادا على المكاسب وحجبا للمستحقات وسحلا للمعلم دون رد اعتبار أو لمسة وفاء أو تكريم للمتقاعدين على مستوى المندوبيات.