مع بداية كل عام دراسي جديد، تتجدد معاناة الأسر التونسية مع غلاء الأدوات المدرسية التي أصبحت تثقل كاهل الأولياء بشكل متزايد. تتراوح أسعار المستلزمات المدرسية بين الكراريس، الأقلام، الحقائب، والكتب، وقد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بالأعوام السابقة، ما جعل الكثير من العائلات تجد نفسها في مواجهة تحديات مالية كبيرة لتأمين احتياجات أبنائها التعليمية.
مقالات ذات صلة:
العودة المدرسية في تونس: زيادة في عدد التلاميذ والمدرسين والمؤسسات التعليمية
حجز 700 كراس مدعّم في مخزن عشوائي: إجراءات صارمة لضبط السوق المدرسية
أخصائية نفسية تدعو الأولياء لتعديل ساعات نوم أطفالهم استعدادًا للعودة المدرسية
هذا الغلاء لا يقتصر على الكتب أو الأدوات الأساسية فقط، بل يمتد إلى متطلبات إضافية قد تبدو في نظر الكثيرين غير ضرورية، لكنها تأتي ضمن ما يطلبه بعض المعلمين كجزء من البرنامج التعليمي. وهذه الطلبات، التي قد تشمل مواد فنية خاصة أو دفاتر ذات مواصفات معينة، تزيد من حجم المصاعب على الأسر، خاصة تلك التي تعاني من محدودية الدخل.
وفقًا لشهادات بعض الأولياء، فإنهم يجدون أنفسهم مرغمين على اقتناء أدوات بأسعار مرتفعة تتجاوز قدرتهم المادية، في حين يمكن تلافي العديد من تلك الطلبات أو البحث عن بدائل أقل تكلفة. وفي هذا السياق، يقول أحد الأولياء: "كل سنة يصبح من الصعب تلبية جميع الطلبات، خصوصاً عندما يطالب المعلمون بأشياء يمكن الاستغناء عنها أو الاستعاضة عنها بمواد أبسط."
من جهتها، تواجه بعض الأسر مشاكل مضاعفة نتيجة عدم تفهم بعض المعلمين للمصاعب المالية التي تمر بها. ورغم وجود مطالبات بتخفيف العبء على الأولياء وتجنب فرض أدوات باهظة الثمن، إلا أن بعض المعلمين يستمرون في طلب تجهيزات مكلفة وغير أساسية، متجاهلين الواقع الاقتصادي الذي تعيشه الكثير من الأسر التونسية.
كما أشار العديد من الخبراء في المجال الاجتماعي والتربوي إلى أن الغلاء المعيشي وتأثيره على قدرة الأسر على توفير الأدوات المدرسية يجب أن يكون محل اهتمام من قبل المعلمين والمؤسسات التعليمية. كما طالبوا بإعادة النظر في المناهج الدراسية وفي طرق التدريس لتكون أكثر مرونة وتناسباً مع إمكانيات الأولياء، دون التأثير على جودة التعليم.
ويبقى الأمل معلقاً على تعاون مشترك بين الأولياء، المعلمين، والدولة لإيجاد حلول تخفف من وطأة هذه التحديات وتضمن حق جميع الأطفال في الحصول على تعليم جيد دون أن يشكل عبئاً اقتصادياً إضافياً على أسرهم.