95 % من الأراضي الزراعية في البلاد العربية غير مستغلة
تُظهر الأرقام حجم الفجوة بين الأراضي الزراعية القابلة للزراعة في العالم العربي، والأراضي المزروعة بالفعل، ذلك أن إجمالي مساحة الدول العربية يصل إلى 14 مليون كيلومتر مربع (10.2 في المئة من إجمالي مساحة العالم). وتشير تقديرات المختصين إلى أن الأراضي الصالحة للزراعة في العالم العربي تصل إلى 200 مليون هكتار (14 في المئة من المساحة الإجمالية للدول العربية). ومن إجمالي الـ200 مليون هكتار، تستغل 5 في المئة، الأمر الذي يُظهر الفجوة الكبيرة بين المتاح والمستغل.
تثير العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مخاوف واسعة في العالم في ما يتعلق بالأمن الغذائي، وهو ما نبه إليه برنامج الغذاء العالمي الذي حذر من تداعيات الحرب، ولا سيما في «مناطق الجوع الساخنة» ومنطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا باحتساب أنها «قد تكون الأكثر تأثّراً بارتفاع أسعار القمح، مع اعتمادها على الصادرات من روسيا وأوكرانيا».
وإلى جانب أزمة المناخ والنزاعات التي يشهدها عدد من الدول العربية، جاءت جائحة كورونا وتداعياتها ومن بعدها الوضع الملتهب في أوكرانيا، لتعزز المخاوف المتعلقة بمستقبل الأمن الغذائي العربي، الذي يواجه تحديات مختلفة ومتصاعدة، في ظل اعتماد الدول العربية بشكل كبير على واردات الغذاء من الخارج.
أمام هذه التهديدات المتزامنة التي تواجه الأمن الغذائي العربي، ترتفع الأصوات المنادية بضرورة عمل الدول العربية من أجل التكامل في ما بينها لإيجاد حلول توفر من خلالها مستقبل أمنها الغذائي، بما يحقق الاستقلال في الغذاء وعدم التأثّر بالعوامل الخارجية مثل الحرب الراهنة؛ ومن بين تلك الحلول استثمار المساحات غير المستغلة في الزراعة.