كتبت: يارا السامرائي
قدّم العميد الدكتور أحمد عكاشة والباحث بشؤون الأمن القوميّ، عبر حسابه الرسميّ على فايسبوك، مجموعة من الحلول الاقتصاديّة التي تتجاوز الفكر النيوليبراليّ، وتستند إلى مفاهيم اقتصاديّة متنوّعة من داخل الإطار الليبراليّ.
مقالات ذات صلة:
الاقتصاد الموازي في تونس له عدة تحديات وتداعيات على المجتمع والدولة
معايير ESG بين استدامة الكوكب ومسارات الاقتصاد الأخلاقي
الأزمة السياسية في فرنسا: نواب المعارضة يسقطون الحكومة وسط اضطرابات سياسية واقتصادية
أوضح أحمد عكاشة أنّ 'الاقتصاد الكينزيّ' يرى ضرورة تنظيم السوق وتوجيه النشاط الاقتصاديّ من قبل الدولة من خلال الإنفاق لتعزيز القوى الشرائيّة، مشبّهًا هذه السياسة بـ'شرارة المولّد'.
كما استعرض عكاشة آراء جوزيف ستيجليتز، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، التي تؤكّد أنّ حرّيّة السوق المطلقة غير موجودة، مشيرًا إلى أنّ "حرّيّة الذئب تعني موت الخراف".
وأضاف أنّ صندوق النقد الدوليّ يقدّم 'روشتّات مزيّفة' تستند إلى بيانات غير دقيقة، وأنّ الدعم الذي يقدّمه الغرب لبعض الدول النامية لا يكفي لرفع مستوى معيشة شعوبها.
أشار العميد الدكتور إلى منظور بول رومر، الاقتصاديّ الأمريكيّ، وهو أنّ المعرفة والمورد البشريّ هما رأس المال الحقيقيّ لأيّ مجتمع، موضّحًا أنّ الدول الكبرى في المستقبل ستكون تلك التي تمتلك ثروة بشريّة مدرّبة وتمتلك المعرفة.
وتابع: "أمّا جون رولز، الفيلسوف السياسيّ، فقد أكّد أنّ العدالة هي شرط أساسيّ لبقاء المجتمعات، وأنّه يجب على الدولة التدخّل لتصحيح التفاوتات الاجتماعيّة ودعم الأقل حظًّا".
وشدّد على أنّ فكرة حرّيّة العرض والطلب فكرة ساذجة تخدم على مصالح الدول الكبرى فقط.
كما تطرّق الدكتور أحمد عكاشة إلى فريدريك ليست، الاقتصاديّ الألمانيّ في القرن التاسع عشر، وإيمانه بأنّ الدول النامية يجب أن تحمي صناعاتها المحلّيّة من خلال منع حرّيّة التجارة حتّى تقف مصانعها على قدم وساق وتقوى على منافسة الدول الأكثر تقدّمًا. واستشهد بتجارب ألمانيا، اليابان، كوريا الجنوبيّة، والصين في محاكاة الصناعات الأجنبيّة المُتقنة تحديدًا التي لقيت رواجًا وحقّقت مبيعات ضخمة كأساس لتطوير اقتصادها. وذكر أنّ الصين لديها ٥٠٠ ألف قضيّة تقليد منتجات فى منظّمة التجارة العالميّة ولم يعقها ذلك عن النهوض باقتصادها.
كما أكّد أنّ أساس نهضة الاقتصاد هو امتلاك الموارد والتحرّر من الانغلاق الفكريّ والجغرافيّ الذي يعوق استثمار هذه الموارد بشكل فعّال.
وفي ختام المنشور، دعا العميد الدكتور أحمد عكاشة إلى تبنّي استراتيجيّات اقتصاديّة جديدة توازن بين دور الدولة في الاقتصاد والاستثمار في الموارد البشريّة والمعرفيّة، للتمكّن من اللحاق بركب الدول الكبرى.