في عالم يعاني من البطالة والتضخم والأزمات الاقتصادية المتكررة، يبرز تناقض غريب: في حين يواجه الملايين تحديات اقتصادية خطيرة، يزداد عدد المليارديرات وتتناقص الفجوة بين الأغنياء والفقراء. في تقرير مفصل لعام 2025، تتصدر الأسماء المعروفة على مستوى العالم، مثل إيلون ماسك، الذين بلغوا ثروة غير مسبوقة بلغت 421.2 مليار دولار.
مقالات ذات صلة:
صندوق التأمين على فقدان الشغل: خطوة لدعم الأجراء في مواجهة الأزمات الاقتصادية
تسول الأطفال والنساء: ظاهرة تهدد أمن المجتمع وتفاقم الأزمات الاجتماعية
أيام قرطاج المسرحية في دورتها الـ25: فن مقاومة الظلم في زمن الأزمات
ما يثير التساؤل هو كيف يمكن للأزمات أن تتحول إلى فرص ذهبية للأثرياء؟ وهل يمكن أن يكون هؤلاء الأفراد يتحكمون فعلاً في مجريات الاقتصاد لتحقيق مكاسب ضخمة؟ التحقيق التالي يسلط الضوء على هذه الظاهرة العجيبة التي تزداد وضوحًا مع مرور الوقت، مع تحليل البيانات والأرقام لعدد من الشخصيات الأكثر ثراء في العالم.
حقائق مذهلة...
من عام 2020 حتى عام 2023، شهد العالم تغييرات اقتصادية كبرى لم تقتصر على الانكماش فقط، بل أيضًا على نمو عدد المليارديرات بشكل لم يسبق له مثيل. وفقًا لتقرير Oxfam لعام 2024، استحوذ أغنى 1% من سكان العالم على حوالي 63% من إجمالي الثروة الجديدة، وهي تمثل نحو 42 تريليون دولار.
في عام 2021، ارتفع عدد المليارديرات إلى 2755 شخصًا، بزيادة كبيرة مقارنة بعام 2020. وبينما يعاني العالم من جائحة كورونا، زادت ثروة إيلون ماسك بنسبة 600% لتصل إلى أكثر من 219 مليار دولار بسبب ارتفاع أسهم شركاته.
من الانهيار إلى الصعود:
الأزمات الكبرى مثل الأزمة المالية العالمية 2008 كانت في بعض الأحيان نقطة انطلاق لصعود بعض الشركات. أما أمازون، آبل، وجوجل، فقد شهدت توسعًا كبيرًا في فترة الأزمات، مما جعل رواد الأعمال مثل جيف بيزوس وتيم كوك من بين أغنى الأشخاص في العالم.
كما كان لأزمة الطاقة في 2022 تأثير كبير على سوق النفط والغاز، حيث استفاد مستثمرو الطاقة مثل عائلة كوخ من ارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.
نجاحات الأثرياء في الأوقات الصعبة:
جائحة كورونا، على الرغم من آثارها الصحية السلبية، كانت بمثابة فرصة اقتصادية للبعض. فقد استفادت شركات الأدوية مثل موديرنا وفايزر من القفزات الهائلة في الأرباح بعد إنتاج اللقاحات.
هل الأزمات تُشكِّل فرصًا للأثرياء أم أن هناك من يتحكم بها؟
مع تزايد عدد المليارديرات، يصبح السؤال الأكثر إثارة: هل يتحكم الأثرياء في الأزمات لتحقيق مكاسب ضخمة، أم أن هؤلاء الأشخاص هم ببساطة من لديهم القدرة على استغلال الفرص في أصعب الأوقات؟
ما لا شك فيه، أن الأزمات الاقتصادية قد تدمر دولًا واقتصادات، لكنها في الوقت نفسه يمكن أن تُنتج ثروات هائلة لبعض الأفراد الذين يعرفون كيف يستغلون الفرص على الرغم من كل الظروف.