بحضور السيدة حسنة جيب الله، كاتبة الدولة لدى وزير التشغيل والتكوين المهني المكلّفة بالشركات الأهلية، ووالي جندوبة السيد هشام الحسومي، شهدت قاعة "موازين" للمؤتمرات في غار الدماء انعقاد الملتقى الجهوي حول الشركات الأهلية بولاية جندوبة، تحت شعار "الخيار الاقتصادي المنشود لخلق الثروة وتحقيق العدالة الاجتماعية"، بحضور عدد هام من ممثلي السلط المحلية والجهوية، نواب البرلمان، ومكونات المجتمع المدني.
مقالات ذات صلة:
جندوبة تحتضن الملتقى الجهوي حول الشركات الأهلية: نحو ديناميكية تنموية جديدة
تعليق الدروس في كامل ولاية جندوبة بسبب التقلبات الجوية وحفاظاً على السلامة
انتظارات 2025 في المجال الثقافي: نحو مؤسسة ثقافية جديدة ورائدة في جندوبة خلال سنة 2025
الشركات الأهلية: مشروع استراتيجي لتحقيق التنمية المحلية
أكدت السيدة كاتبة الدولة أن الشركات الأهلية تعدّ من الآليات المهمة التي تنسجم مع رؤية رئيس الجمهورية لتعزيز الدور الاجتماعي للدولة وتحقيق الإدماج الاقتصادي، خاصة لفائدة الفئات الهشة، عبر مبادرات جماعية تساهم في فك العزلة عن المناطق الداخلية وخلق فرص عمل مستدامة.
وأوضحت أن هذه المبادرة تهدف إلى تحقيق توازن اجتماعي واقتصادي وبيئي وثقافي على المستوى المحلي والجهوي، بما يسمح للمواطنين بالمساهمة في صنع القرار الاقتصادي وفق خصوصيات مناطقهم، وهو ما يعزز الاستقرار الاجتماعي والتنمية الشاملة.
دعم ومرافقة الشركات الأهلية لضمان النجاح
في هذا السياق، دعت السيدة كاتبة الدولة إلى مزيد من المرافقة والدعم لمؤسسي الشركات الأهلية، سواء من خلال توفير التكوين والتأهيل، أو عبر تسهيل التمويلات الضرورية، مؤكدة أن الدولة ملتزمة بتذليل كل الصعوبات التي قد تعيق دخول هذه الشركات حيز النشاط الفعلي.
كما تم خلال اللقاء تقديم مداخلة سمعية بصرية للسيدة سهام سليماني، عضو ديوان وزير التشغيل والتكوين المهني، تضمنت تعريفًا بآليات الشركات الأهلية وامتيازاتها، وسط تفاعل كبير من الحضور.
حوار مباشر مع الشباب: تعزيز المبادرة ودفع التشغيل
مثل اللقاء فرصة للنقاش المباشر بين السيدة كاتبة الدولة وشباب الجهة، حيث طرحت أبرز الإشكاليات المتعلقة بالتشغيل وصعوبات المبادرة الخاصة. وقد لاقت مداخلاتها استحسان الحاضرين، حيث أكدت حرص الوزارة على تحفيز الشباب وتشجيعهم على الانخراط في المشاريع الأهلية كخيار استراتيجي للتنمية والتشغيل.
الاستثمار في خصوصيات جندوبة لتعزيز التنمية
أبرزت السيدة كاتبة الدولة أهمية استثمار التنوع الجغرافي والطبيعي الذي تتميز به ولاية جندوبة، وما تزخر به من تراث مادي ولامادي وثروات طبيعية، معتبرة أن هذه المؤهلات تشكل منصة مثالية لإحداث مشاريع أهلية مبتكرة، خاصة في القطاعات الفلاحية، السياحية، والثقافية، بما يساهم في خلق فرص جديدة ويحد من البطالة.
وفي ختام الملتقى، تم عقد الجلسة التأسيسية العامة للشركة الأهلية المحلية للخدمات الفلاحية "مطمور خمير فرنانة"، في خطوة تعكس التوجه الفعلي نحو تجسيد هذه المبادرة على أرض الواقع، وإعطاء دفع حقيقي للاقتصاد المحلي عبر المشاريع الجماعية.
كلمة والي جندوبة: التزام بمرافقة الشركات الأهلية
من جانبه، شدد السيد والي جندوبة على أهمية تكثيف الجهود لتذليل العقبات أمام الشركات الأهلية، وتعزيز التشجيع على بعثها وفق حاجيات الجهة، مؤكدًا أن السلط الجهوية تعمل على توفير كل سبل الدعم لإنجاح هذه المبادرات وتحقيق الأهداف المرجوة منها.
آفاق واعدة للاستثمار الثقافي عبر الشركات الأهلية
وقد شهد الملتقى مداخلة خاصة من الأستاذ منصف كريمي، الذي عرض تجربة اللقاء الحواري حول "آليات بعث شركات أهلية في المجال الثقافي"، باعتبارها أول مبادرة وطنية تهدف إلى الاستثمار في القطاع الثقافي من خلال هذا النموذج الاقتصادي.
نحو مستقبل اقتصادي أكثر شمولًا واستدامة
يُعدّ هذا الملتقى خطوة جديدة في مسار تعزيز الشركات الأهلية كخيار تنموي واعد، يؤكد على أهمية تمكين الشباب، تشجيع المبادرة، ودفع عجلة التشغيل، بما يحقق التنمية العادلة في مختلف الجهات، ويُرسي نموذجًا اقتصاديًا جديدًا قائمًا على روح التضامن والمشاركة الفعالة للمجتمع.