اختفى شاب تونسي في ظروف غامضة في المانيا بعد اعتقاله.الشاب يدعى علاء الدين المرواني وهو أستاذ مدارس إبتدائية يقبع اليوم في إحدى مراكز الايقاف الألمانيّة كيف ولماذا؟ لا احد يدري .فالشاب متعلّم مثقّف أراد أن يسافر خلال عطلة الصيف كبقية السائحين الوافدين من شمال أفريقيا لمراكز الإيواء وذلك عبر طلب اللجوء.في قضيّة الحال التي تخصّ المربّي علاء الدين المرواني مكث الرجل في مركز إيواء بمدينة دردسن ولسوء حظّ الرجل…تعرف تلك المدينة مدّا يمينيا خطيرا..مدّا نازيا في وقت ظنت فيه الناس بان النازية قبرت مرة واحدة والى الابد بعد إنتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ودخول جحافل الجيش الأحمر مدينة برلين ولإقتحامهم لمقر المستشارية الالمانية "الرايخ شتاغ"..لكن للأسف يبدو الامور تغيرت للأسوأ في مستهل الألفية الثالثة…حدث أن كان هناك في المعتقل الكثير من الاطفال السوريين المهجّرين من بلدهم الذي يعرف حربا طاحنة حرب الكل ضدّ الكل ولا منجاة فيها للضعفاء والفقراء …
وحسب ما رواه لنا والده السيد فتحي المرواني فانه كان هناك نشاط مكثف لجمعيات تمسيح وتنصير حيث كانوا يدخلون مركز الايواء كي يتبيّن لاحقا بأنه لا يعدو ان يكون إلا مركز إعتقال يشبه الى حدّ ما معتقل " داكو" سيّئ السمعة والصيت…كانت عناصر تلك الجمعيات تعمل على تنصير أطفال المسلمين وذلك عبر إغرائهم ونقلهم عنوة للكنائس من أجل تلقي تعاليم الدين المسيحي..هذا الامر حدث مرارا وتكرارا أمام المربّي علاء الذي كانت له ردّة فعل حادة تجاه اولئك المغتصبين فكريا وثقافيا لأطفال أبرياء مستغلين صغرهم وخاصة حاجته.هذا الامر لم يرق لهم خاصة وانه قد حدثت مشادة كلامية حادة بين السيد علاء الدين المرواني وأحد رموز تلك الجماعات.مرّ الامر وكأن شيئا لم يكن وأثناء ذلك تقدّم المربي علاء الدين المرواني بمطلب للعودة لأرض الوطن سيّما وأن العودة المدرسيّة على الابواب.لكن قامت فرقة خاصة من جهاز غير معلوم بإلقاء القبض على الرجل وسط مركز الإيواء المذكور ليختفي كل اثر له.واعتبر السيد فتحي المرواني ان ابنه تعرض الى عملية إختطاف بالمعنى الحرفي للمصطلح…وغابت أخبار الرجل عن أهله…مما خلق بلبلة..وكثرت الشائعات وغابت المعلومات الدقيقة…لتعرف عائلته عبر مساعيها هناك بالقصّة وبشهادات بعض أصدقاء علاء الدين من السوريين الذين اكّدوا بأن الرجل تمّ تعنيفه بشكل مبالغ فيه بأسلوب نازي محتقر للأجناس الاخرى.يحدث هذا والديبلوماسيّة التونسية لم تحرك ساكنا وكان شيئا لم يكن…هذا مواطن تونسي نوعي…له تلامذة تنتظره…له عائلة له احلام له علم بلد يحييه كل صباح رفقة تلامذته الأبرياء…تصمت جلّ مكوّنات المجتمع المدني التي برعت في تبني قضايا اقل قيمة .ولم يتبقى للعائلة إلا التوجّه لمقرّ السفارة الألمانيّة وهذا الذي حدث حيث كانت هناك مداخلات بالجملة لنشطاء في الحقل النقابي والسياسي حيث تمّ تذكير السفير الألماني الذي رفض في أول الامر مقابلة والد المربي علاء الدين المرواني السيد فتحي وهو متقاعد من سلك الحرس الوطني برتبة عقيد…للأسف تعامل السفير كما الملحق الامني كما بقية الضباط الألمان المتمترسين داخل السفارة الألمانية بكل عنجهية وإستكبار…كيف يحدث هذا في بلد يقدّم نفسه للعالم بأنه رمز للتسامح.وقال السيد فتحي ان جملة وحيدة نطقها السفير الألماني وهي..على السلطات التونسية ان تدافع عن مواطنها…انا كسفير ألمانيا هنا دوري هو الدفاع عن مصالح بلدي وعلى المواطنين الألمان إن علقوا لسبب أو لأخر .فاين تلك الجمعيات المدافعةعن حقوق الانسان وعن التعذيب وعن المظلومين .؟ لن تتوقف مساعي عائلة المربي علاء الدين المرواني ولن تتوقّف مساعي رفاقه في النضال…فعلاء الدين المرواني هو إبن اليسار في العام لا علاقة له بأي فكر متطرّف لا يسارا ولا يمينا…للاسف ما حدث يكشف حجم إنهيار قيمة التونسيين وبلدهم بعد إنطلاقة الربيع العربي …فقدت تونس جانبا كبيرا من كبريائها ومن قيمة أهلها حتى صاروا يعتقلون لأسباب واهية ويرمى بهم في المعتقلات النازية بلا ادنى تحفّظ أو وجل من ردّة فعل مفترة من أجهزة الدولة المعنية وعلى راسها وزارة الخارجية التي لم نسمع لها ركزا الى حدّ الان….متى تنجلي وتنتهي محنة المربي علاء الدين المرواني وعائلته ؟ فقد بلغ الامر مبلغا خطيرا…عائلة برمّتها تعرف حالة صدمة وحيرة…. مع العلم انه تم تنظيم وقفة أمام مبنى وزارة الخارجية التونسيّة لحثها على التحرك حماية لرعاياها وايجاد حل لهذا المواطن التونسي الذي يعيش مظلمة وحسب محدثنا ستكون معركة إسترداد كرامة تونسي…وبداية معركة ردّ الإعتبار لبلد عبثت بسيادته الأراجيز واللصوص والمرتزقة من قبيل تجار الدين الى تجّار النضال الطبقي وخاصة تجار حقوق الانسان الذين يتحرّكون وفق تعليمات تصدر من وراء البحار.