يبدو أن زلزال إسطنبول الذي أنهى سيطرة الحزب الحاكم على أكبر مدينة في تركيا وصل إلى الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع ظهور انشقاقات أصابتها، الأمر الذي أثار غضبه.
وهاجم أردوغان بكلمات تخلو من الدبلوماسية، نائب رئيس الوزراء السابق وأحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية الحاكم، علي باباجان.
واتهم أردوغان لدى عودته من زيارة خارجية، بحسب ما أوردت صحيفة “حرييت” التركية، الأربعاء، باباجان بـ”التخلي عن القضايا العامة”، التي لا يجب التخلي عنها، دون أو يوضحها.
وقال الرئيس التركي إن باباجان طلب لقاءه من أجل إبلاغه بقرار الاستقالة “بسبب فقدانه روح الانتماء” إلى الحزب، مشيرا إلى أن جوابه كان “من حق باباجان الاستقالة (..) لكن ليس من حقه تحطيم الأمة”.
وحاول أردوغان إغراء النائب المستقيل بالحزب بالبقاء فيه عبر منحه منصب مستشار في الحزب، لكن الأخير رفض.
وبناء على ذلك زعم الرئيس التركي ـنه طلب من السياسي المستقيل من حزبه، عدم تأجيل “إطلاق حزبه السياسي الجديد، لأن هناك فقط 4 سنوات أمام الانتخابات المقبلة”، سواء الرئاسية أو العامة.
ومع رحيل باباجان، لم يبق أي من مؤسسي حزب العدالة والتنمية في صف أردوغان، وسط أحاديث عن “خطف الحزب” من جانب الرئيس.
ولا يستبعد خبراء في الشأن التركي أن تتجه البلاد نحو انتخابات مبكرة خلال عام أو عامين، قبل موعدها المحدد في 2023، خاصة مع خسارة الحزب لبلدية إسطنبول.
ويشيرون أيضا إلى صعود نجم معارض يتمتع بشعبية جارفة بين الأتراك، هو أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، الفائز في انتخابات بلدية إسطنبول، التي قال عنها أردوغان ذات مرة إن من يفوز بها يفوز بتركيا.
وشجعت الهزيمة في أكبر مدينة تركية المنتقدين داخل حزب العدالة والتنمية، بعد أن ظلوا لسنوات يلمحون إلى خطط لتشكيل حزب جديد.
وتحدثت تقارير تركية وأخرى دولية، قبيل انتخابات إسطنبول الثانية، عن نية قادة سابقين في حزب العدالة والتنمية تشكيل حزب جديد.
ومن بين هؤلاء رفاق أردوغان المقربين، مثل الرئيس السابق، عبد الله غل، ورئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو.
وأشارت هذه التقارير إلى أن مساعي هؤلاء ستكتسب زخما في حال واصل أردوغان الإصرار على سياسة الاستبداد التي يمارسها.