تدبير دفاعي
ويتحدث بارفي عن التصعيد الراهن بين روسيا والغرب، والذي سبق أن لوحت خلاله موسكو بـ«الردع النووي»، موضحاً أن «تهديد الرئيس الروسي باستخدام الأسلحة النووية من المحتمل أن يكون تدبيراً دفاعياً لمنع الناتو من تصعيد الحرب، لأن الناتو لا يعرف الخطوط الحمراء لبوتين، وبالتالي فإن ذلك يخلق مستوى من الغموض يمكنه (بوتين) استغلاله».
تناور روسيا بهذه «الورقة» من أجل وضع خصومها في حالة قلق وتأهب لأقصى السيناريوهات، في ضوء غموض بوتين، سعياً للحصول على مكاسب خاصة على طاولة المفاوضات.
وطبقاً لبارفي فإن «استراتيجية الرئيس بوتين النووية هي في الواقع استراتيجية ذكية، يستخدمها عديد من القادة في منصبه، هذا بالطبع يفترض أنه ممثل عقلاني ومستقر.. إنها استراتيجية مختلفة، لا أحد يعرف متى يخادع بوتين».
كان المخزون النووي للولايات المتحدة الأمريكية قد بلغ ذروته في خضم الحرب الباردة مع روسيا، وبلغ حينها 31255 رأساً حربياً، ورغم تقلص الترسانة النووية لكلٍ من الولايات المتحدة وروسيا بعد الحرب الباردة، إلا أن البلدين لا يزالان يستحوذان على أكبر ترسانتين للأسلحة النووية في العالم. وتأتي روسيا في المقدمة بأكثر من ستة آلاف قنبلة نووية، تليها الولايات المتحدة بحوالي 5550 قنبلة نووية، والصين بـ 350 قنبلة نووية، وفرنسا 290 وبريطانيا 225، فيما تمتلك الدول الأربع الأخرى (الهند وباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية) 460 رأساً نووياً، بحسب أحدث تقارير معهد ستوكهولم.
ومع تصاعد التوترات، قطع الرئيسان بوتين وبايدن الطريق أمام استحضار سيناريو «الحرب النووية»، عندما وقعا في منتصف يونيو الماضي بياناً مشتركاً أكدا فيه «استحالة وجود رابح من الحرب النووية»، محذرين من مغبة استخدام الأسلحة النووية أو التلويح بها، ولو على سبيل المزاح أو استعراض القوة، بينما رفعت تلك الهالة من الغموض التي تطبع الموقف الروسي، والتي يشير إليها بافلي، مستوى التأهب والمخاوف لدى خصومه، وهو ما تعبر عنه عديد من الوقائع، منها تصريحات السيناتور الجمهوري روجر ويكر، الذي دعا- قبل الغزو الروسي لأوكرانيا- الرئيس جو بايدن إلى «عدم استبعاد إمكانية توجيه ضربة نووية استباقية إلى روسيا».