مخاطر متصاعدة
تاريخياً، وبينما لم تُستخدم الأسلحة النووية إلا مرتين (ضد اليابان خلال الحرب العالمية الثانية في العام 1945)، فإنه ومع إدراك جميع الأطراف حالياً لخطورة سيناريو «الحرب النووية» ومآلاتها المدمرة، فإن التهديد باستخدامها عادة ما يلوّح به عديد من الأطراف، وقد ربطت روسيا اللجوء إلى هذا السلاح- على لسان الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريحات سابقة لشبكة «سي إن إن»- بوجود خطر وجودي يهدّد روسيا.
وبالتالي فإن سيناريو الحرب النووية وإن يبدو منخفضاً، إلا أنه ليس احتمالاً صفرياً أو منعدماً، بحسب ما يؤكده الخبير الاستراتيجي النووي بجامعة هامبورغ في ألمانيا، أولريش كوهن في تصريحات إعلامية، وبالتالي قد تُخرج سخونة الأحداث وتطورها ذلك التهديد المنخفض من الهامش إلى المتن، ليشكل خطراً حقيقياً يفرض نفسه على الصراع.
يقول الأكاديمي الأمريكي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هاملتون في نيويورك، آلن كفروني، إن من بين الشروط التي تحددها العقيدة الروسية لاستخدام الأسلحة النووية «العمل الذي قد يهدد وجود الدولة الروسية».
ويشير إلى أنه بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فيفري الماضي وضع بوتين القوات النووية الروسية في حالة تأهب، وحذر قادة الغرب من أنهم قد «يواجهون عواقب لم يروا مثيلاً لها في التاريخ».
ويضيف خبير العلاقات الدولية: من الواضح أن هذه الخطوات كانت إشارة إلى الولايات المتحدة وحلف الناتو بعدم نشر قوات في أوكرانيا، والحد من الدعم العسكري لكييف (..) وبالتالي فإن تصعيد الناتو الإضافي للنزاع يزيد من خطر تجاوز العتبة النووية، لا سيما في سياق حالة الجمود. قد يكون هذا غير مرجح، لكنه يؤكد حاجة الناتو إلى مقاومة التصعيد والعمل نحو المفاوضات والتسويات.