تتعرض دول أوروبية في الأيام القادمة لأعلى درجات حرارة قد تصل إليها على الإطلاق، مع تحذيرات من خبراء الأرصاد الجوية من ارتفاع درجات الحرارة لتصل إلى 48 درجة مئوية، مما يشكل تهديدًا على البشر والماشية والمحاصيل. تُعتبر هذه الموجة الحارة الشديدة التي تجتاح القارة حاليًا بأسماء مثل "سيربيروس" واحدة من أساطير الحرارة في اليونان القديمة، حيث تنتقل هذه الموجة من الصحراء إلى جنوب أوروبا.
وفي هذا السياق، شهدت الدول الأوروبية بالفعل ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة، ما أدى إلى اندلاع حرائق غابات في كرواتيا، وتحتاج السكان والسياح في إسبانيا وإيطاليا واليونان وتركيا إلى التكيف مع درجات حرارة تجاوزت 45 درجة مئوية في نهاية الأسبوع المقبل، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية. على الجانب الآخر، من المتوقع أن تشهد بريطانيا انخفاضًا في درجات الحرارة حتى نهاية الأسبوع، مما يجعلها غير متأثرة بموجة الحر الحالية ولا تتوقع موجة حر في المملكة المتحدة هذا الصيف.
وفيما يتعلق بالآثار البشرية لهذه الظروف الجوية القاسية، تم نقل سياح في العاصمة اليونانية أثينا بسيارات الإسعاف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وتم الإبلاغ عن وفاة رسام شوارع في إيطاليا بسبب الحرارة المرتفعة. كما غرق طفلان في مانفريدونيا الإيطالية في محاولة لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة بالسباحة.
وتأتي تلك الموجة الحارة في أوروبا في ظل تحذيرات من موجة حر "شارون" القادمة التي ستبدأ خلال الأيام القادمة والتي يُتوقع أن تحطم الأرقام القياسية في درجات الحرارة في أوروبا. وقد سجلت إسبانيا درجات حرارة تفوق 60 درجة مئوية في أجزاء من البلاد، وتحذر وكالة الفضاء الأوروبية من تحطم الأرقام القياسية القارية خلال الأسبوع المقبل.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه 7 دول عربية موجة حر قوية تستعد لها، حيث قد تصل درجات الحرارة إلى مستويات قياسية. وحذرت الأمم المتحدة من ارتفاع درجات الحرارة في العالم بشكل عام، مع تسجيل درجات حرارة قياسية في تاريخ البشرية. وتوضح البيانات الأولية التي نشرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أن الأسبوع الأول من شهر يوليو كان الأكثر حرارة هذا العام.
تشهد مصر والعراق والسعودية وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين ارتفاعًا في درجات الحرارة بسبب "القبة الحرارية" التي تؤثر على شمال شبه الجزيرة العربية. وتوقعت منصة "طقس العرب" أن تشهد تلك الدول ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة، وقد تتجاوز الـ50 درجة مئوية في العاصمة العراقية بغداد.
في ظل هذه الأحوال الجوية القاسية، يجب على السكان والجهات المعنية اتخاذ التدابير اللازمة لحماية أنفسهم والحد من التأثيرات السلبية للحرارة الشديدة، بما في ذلك الحفاظ على الترطيب والتهوية المناسبة وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة. كما ينبغي على الجهات المعنية اتخاذ إجراءات وقائية للتصدي للحرائق وتوفير الرعاية الصحية اللازمة للمواطنين المتأثرين بارتفاع درجات الحرارة.