تعرّض جسر القرم لهجوم باستخدام زوارق بحرية مسيرة هو حادث يثير القلق والتوترات بين روسيا وأوكرانيا. هذا الهجوم الذي وقع على الجسر الذي يمثل الرابط المباشر الوحيد بين روسيا وشبه جزيرة القرم يأتي في ظل تزايد التوترات السياسية والاقتصادية بين البلدين. وقد شهد الجسر القرم هجمات مماثلة في الماضي، لكن هذا الهجوم كان أقل خطورة من هجوم أكتوبر الماضي الذي أدى إلى مقتل مدنيين وتعطيل جزء من الجسر.
يبلغ طول جسر القرم 19 كيلومترًا ويمتد فوق مضيق كيرتش، وهو يعتبر الجسر الأطول في أوروبا. يُعَدّ هذا الجسر رابطًا حيويًا بين روسيا وشبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014. ويمثل الجسر رمزًا للارتباط الدائم بين روسيا وأوكرانيا في نظر الروس.
بالإضافة إلى الرمزية السياسية، يعتبر الجسر مسارًا استراتيجيًا لتزويد شبه جزيرة القرم بالاحتياجات اليومية والإمدادات العسكرية والوقود والسلع للمدنيين. كما أن القوات الروسية تستخدم الجسر بانتظام لتيسير عملياتها العسكرية في أوكرانيا. وفي حالة إعاقة استخدام الجيش الروسي للجسر، فإن ذلك سيجعل خطوط إمداد القوات في جنوب أوكرانيا هشة وعرضة للتأثيرات السلبية.
أثارت الانفجارات الأخيرة "سخط" الكرملين وزادت التوترات بين الدولتين. ففي أكتوبر 2022، تعرض الجسر لهجوم مماثل عندما انفجرت ناقلة وقود وأدت إلى أضرار جسيمة. ألقى الرئيس بوتين اللوم على أوكرانيا بتنفيذ عمل "تخريبي" عبر أجهزة الأمن الأوكرانية. تعاملت موسكو بسرعة لإصلاح الجسر واستعادة الوظائف الكاملة له.
إن استمرار هذه الهجمات يؤثر بشكل كبير على الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة. من المهم على الدولتين أن تتبنيا الحوار والتفاوض للتصدي للتحديات القائمة والعمل على تهدئة التوترات وتعزيز الاستقرار الإقليمي. تأتي أهمية الجسر القرم من دوره الحيوي في ربط روسيا بشبه جزيرة القرم وتأمين الاحتياجات الضرورية للمنطقة، لذا يجب حماية الجسر وضمان عمله بسلاسة لضمان استمرار الاتصال بين البلدين.