في خطوة تاريخية تجاه تحقيق العدالة التاريخية وتعويض الأضرار التي لحقت بالدول الأفريقية نتيجة للسياسات الاستعمارية، اتفقت روسيا ودول أفريقية على التعاون والتضامن في طلب التعويضات ومواصلة استعادة القطع الأثرية المنهوبة. هذا ما جاء في الإعلان الختامي للقمة الروسية الأفريقية، والذي نُشِرَ على موقع الكرملين على الإنترنت.
وتعتبر هذه الخطوة بمثابة تأكيد على التزام روسيا بالمساهمة في إنهاء آثار الاستعمار السلبية على القارة الأفريقية، والوقوف إلى جانب الدول الأفريقية في مطالبتها بتعويضات عادلة عن الأضرار الاقتصادية والإنسانية التي تكبدتها جراء السياسات الاستعمارية. وتشكل هذه الخطوة خطوة إيجابية نحو تحقيق التوازن والعدالة في العلاقات الدولية، وتعزز من علاقات التعاون والصداقة بين روسيا والدول الأفريقية.
كما اتفقت الدول المشاركة في القمة، حسب ما ورد في الإعلان، على المضي قدماً في عملية استعادة القطع الأثرية التي جرى الاستيلاء عليها في إطار عمليات النهب الاستعماري، وهو ما يعتبر تأكيداً على التزامها بحماية التراث الثقافي والأثري للدول الأفريقية ومنع النهب الثقافي والتاريخي.
وبالإضافة إلى ذلك، شدد الجانبان في الإعلان على رفضهما لكل أشكال التمييز وعدم التسامح، بما في ذلك التمييز العنصري والنازية والفاشية والعداء للأجانب. يأتي هذا التأكيد في ظل التحديات التي تواجهها العالم في مكافحة التمييز والكراهية والعنف، ويعكس التزام الدول المشاركة في القمة بتعزيز السلم والأمن والتعايش المشترك بين الشعوب.
تعد هذه القمة بمثابة فرصة هامة لتعزيز التعاون بين روسيا ودول أفريقية، وتعزيز الشراكة الاقتصادية والثقافية والسياسية بين الطرفين. إن التعاون فيما يتعلق بطلب التعويضات واستعادة التراث الأثري يشكل خطوة جديدة ومبشرة نحو بناء علاقات متينة ومثمرة تحقق الاستقرار والازدهار في المنطقة.
على الرغم من التحديات التي قد تواجهها هذه العملية، إلا أن التزام الدول المشاركة بالتعاون والتضامن يشكل قاعدة مهمة للتقدم نحو تحقيق أهداف إنسانية وثقافية واقتصادية مشتركة، ويمثل نموذجاً يحتذى به لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية في أفريقيا والعالم.