في خطوة غير مسبوقة، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم عن تفاصيل صادمة بشأن مقتل خمسة من جنوده في شمالي قطاع غزة، مؤكداً أن الجنود لقوا حتفهم بنيران صديقة. يأتي هذا الكشف في وقت يشهد فيه الصراع بين إسرائيل وحركة حماس تصعيداً غير مسبوق وتوترات متزايدة على الأرض.
الحقيقة المرة: نيران صديقة
أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، أن الجنود الخمسة، بينهم قائد الوحدة، قتلوا نتيجة خطأ في التنسيق بين القوات البرية والجوية. وأضاف: "التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحادث وقع خلال عملية مشتركة ضد مواقع تابعة لحماس في شمال غزة". هذه الحادثة المأساوية فتحت الباب أمام موجة من الانتقادات الداخلية والخارجية بشأن إدارة العمليات العسكرية في غزة.
عملية مركبة لحماس تزيد الطين بلة
وفي الوقت نفسه، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تنفيذ عملية نوعية في مخيم جباليا أسفرت عن مقتل 12 جندياً إسرائيلياً، بينهم من قُتلوا في اشتباكات مباشرة وآخرون نتيجة تفجير عبوات ناسفة. وقالت الكتائب في بيانها: "نفذنا عملية مركبة تضمنت استهداف جرافة عسكرية وقوة إسرائيلية داخل أحد المنازل، بالإضافة إلى تفجير دبابة ميركفاه بعبوة ناسفة".
انسحاب إسرائيلي من حي الزيتون وتدمير شامل
من جهة أخرى، أكدت مصادر فلسطينية انسحاب القوات الإسرائيلية من حي الزيتون جنوبي غزة بعد معارك ضارية استمرت عدة أيام. وشهدت المنطقة تدميراً شاملاً لمستوصف الزيتون ومدارس متعددة، ما أثار استياءاً واسعاً بين السكان المحليين الذين عادوا لتفقد منازلهم المدمرة.
أزمة إنسانية غير مسبوقة
يتزامن هذا التصعيد مع الذكرى الـ76 للنكبة، حيث أدى القتال إلى نزوح أكثر من نصف مليون شخص في الأيام الأخيرة. وتشير التقارير إلى أن 1.1 مليون فلسطيني على شفا المجاعة، وسط تزايد القلق الدولي بشأن الوضع الإنساني في غزة. وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) إن نحو 450 ألف فلسطيني طُردوا من رفح خلال الأسبوع الماضي، في حين نزح ما لا يقل عن 100 ألف شخص من شمال غزة.
انتقادات دولية واستياء محلي
أثارت العمليات العسكرية الإسرائيلية انتقادات دولية حادة، حيث حذرت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون من أن أي عملية كبيرة في رفح ستكون كارثية على المدنيين. وفي إسرائيل، تواجه الحكومة انتقادات لاذعة بشأن إدارة العمليات العسكرية وأثرها على الجنود والمدنيين على حد سواء.
مع استمرار التصعيد العسكري في غزة وكشف الجيش الإسرائيلي عن الحقيقة الصادمة لمقتل جنوده بنيران صديقة، تزداد تعقيدات المشهد السياسي والعسكري. هذه التطورات تلقي بظلالها على الجهود الدبلوماسية وتزيد من معاناة المدنيين، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوضع حد لهذا الصراع الدموي.