أعلنت إيران اليوم الاثنين عن وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين إثر تحطم المروحية التي كانت تقلهم في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي البلاد. الحادثة وقعت أمس الأحد في منطقة جلفا الجبلية الوعرة، حيث تحطمت الطائرة بسبب سوء الأحوال الجوية والضباب الكثيف.
أكد التلفزيون الرسمي الإيراني نبأ وفاة الرئيس رئيسي وعبد اللهيان، بينما أعلن محسن منصوري، نائب الرئيس الإيراني، الخبر عبر منصة "إكس". وجاء التحطم أثناء عودة رئيسي من حفل تدشين سد مشترك على نهر آراس الحدودي مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
تفاصيل الحادثة
تحطمت المروحية وسط ظروف جوية صعبة، مما أعاق عمليات البحث والإنقاذ. شاركت عشرات فرق الإنقاذ في العملية التي استغرقت حوالي 12 ساعة وسط ضباب كثيف ورياح شديدة، قبل أن يتم العثور على حطام الطائرة وجثث الضحايا.
إبراهيم رئيسي: مسيرة حافلة بالسياسة والقضاء
إبراهيم رئيسي، الذي فارق الحياة عن عمر يناهز 63 عاماً، شغل منصب الرئيس الثامن لإيران منذ عام 2021. وكان رئيسي رجل دين محافظ، اشتهر بدفاعه عن الطبقات المهمّشة ومكافحته للفساد.
ولد رئيسي في نوفمبر 1960 بمدينة مشهد، وتولى مناصب عامة في سن مبكرة، إذ عيّن مدعياً عاماً في مدينة كرج وهو في العشرين من عمره، بعد فترة وجيزة من الثورة الإيرانية عام 1979. متزوج من جميلة علم الهدى، أستاذة علوم التربية، ولهما ابنتان.
قضى رئيسي قرابة ثلاثة عقود في السلطة القضائية الإيرانية، متنقلاً بين مناصب عدة منها مدعي عام طهران ومعاون رئيس السلطة القضائية. في عام 2019، أصبح رئيس السلطة القضائية وجعل مكافحة الفساد جزءاً أساسياً من حملته. فاز في الانتخابات الرئاسية عام 2021 بنسبة 62% من الأصوات.
تحديات ومواقف
واجه رئيسي تحديات اقتصادية وسياسية داخلية وخارجية خلال فترة رئاسته، وسعى لتحقيق إصلاحات وتعزيز موقفه في الانتخابات التشريعية الأخيرة. كانت مواقفه واضحة في مواجهة الفقر والفساد، وهي المبادئ التي دفعته إلى خوض الانتخابات الرئاسية عام 2017.
خسارة وطنية
تعد وفاة رئيسي وعبد اللهيان ضربة قوية لإيران في وقت حساس تمر به البلاد. تعلن إيران الحداد على رحيل رئيسها ووزير خارجيتها، وتبدأ مرحلة جديدة من التحديات السياسية في ظل غياب هذين الشخصيتين البارزتين.